لم تكن احتفالات العمال بجهة صفاقس بعيدهم العالمي هذه السنة كبقية السنوات المنصرمة بعد أن دكّت ثورة الحرية والكرامة ثورة 14 جانفي 2011 حصون الحكم الدكتاتوري البائد لبن علي وعصاباته وفتحت آفاق الحرية والديمقراطية لشعبنا، وقد تجمع المئات بمقر الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس ليعلنوا أن ما أحدثته هذه الثورة من تحولات عميقة بشكل عام يحتم على النقابيين والطبقة العاملة بشكل عام المحافظة على المنظمة مناضلة مستقلة وديمقراطية وموحدة ومتماسكة وأن ذلك لا يكون إلا بإعادة الاعتبار للمنظمة ودورها الريادي في حماية مصالح الطبقة العمالية وعموم الشعب و المساهمة من موقعها في إعادة بناء تونسالجديدة بعد الثورة، وقد رفعت شعارات مطالبة بمواصلة النضال ضد رموز الفساد و إبعاد كلّ من تورطوا معهم و ذلك حتى لا يقع الالتفاف على الثورة التي ضحّى من أجلها الكادحون والمستضعفون بدمائهم الزكية. وقد تعرض الأخ محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي في معرض كلمته لما جاء على لسان الوزير الأول في الحكومة المؤقتة الباجي قايد السبسي في ندوته الصّحافية الأخيرة بأن الاتحاد ينقسم إلى صنفين: نقابيون في طهارة و نقابيون في نجس و اعتبر شعبان بأن هذا الأمر خطير و تجنٍّ على منظمة في حجم الاتحاد العام التونسي للشغل ما سبق أن سمع لمثل هذا التطاول كما شجب الكاتب العام للاتحاد الجهوي قول الوزير الأول إنه لا سبيل لإقصاء الشعب التونسي بإقصاء التجمع فهل أن الشعب التونسي هو التجمع وهذا أيضا تعد على حقوق التونسيين وكرامتهم وقد شفع الاحتفال بمسيرة رفعت فيها الشعارات التالية: يسقط حزب الدستور يسقط جلاد الشعب، من الرئاسة للعمد من التجمع حتّى حدّ، المسيرة مستمرة والتجمع على برّة.