الشعب يريد، الحكومة تريد، عمّال البلدية يريدون، مدير التلفزة يريد، المحامون يريدون، البوليس يُريد، الصحافيون يريدون، القرّاء يريدون، ديوان التطهير يريد، قافلة تسير تريد، سامي الفهري يريد، تجّار المنصف باي يريدون، باعة الزهور يريدون، عمّال ميناء رادس يريدون، أطباء الصحة العمومية يريدون، أحزاب فترة بن علي يريدون، جماعة باللطيف يريدون، أعراف «التيليكوم»يريدون، فرحات الراجحي يريد، مدخنو «المارس ليجار» يريدون، أهالي الشهداء يريدون، الوزراء الوقتيون يريدون، ابنة بن علي نفسها تريد، تجار »اللحوم الحمراء« يريدون، محمد الصغير وأولاد أحمد يريدون، فلاحو العنب في قرنبالية يريدون، جماعة بريتش قاز يريدون، صيادو السردينة في المهدية يريدون، فريق الهيئة العليا جدّا يريدون، عسسة قصر قرطاج يريدون، رؤساء نوادي الكرة يريدون، تجّار الحنة في ڤابس يريدون، سرّاق الثورات الكبرى يريدون، تجّار الشنطة في المطار يريدون، جلاّدو بن علي يريدون، باعة الكسكروت يريدون، الخلفاء الراشدون، شبّان الأحياء الأحياء الشعبية يريدون، أعوان الجمارك يريدون، طيّابو الحمامات العربي يريدون، سفراء الدول الغربية يريدون... الكلّ يريد من الثورة... ولا أحد يعرف بالتّحديد ماذا يريد.. أحزاب فقدت عذريتها وحتى شرعية وجودها وأخرى نتجت عن تفتّت التجمع المقبور إلى شظايا وأخرى تمارس السلطة والمعارضة في نفس الوقت وسكان القصبة الوقتيون يتحدّثون عن انتخابات وفرز وصناديق.. وصوت قادم من أعماق البلاد من فيافي دوز وأرياف الڤصرين وأحياء القصدير في جهات البلاد الأربع.. صوت يقول بصمت وقح جدّا: لكم دينكم ولنا الفقر والفرعنة!