يخلف الفرد في فرنسا 360 كليوغراما من الفضلات المنزلية بينما يخلف التونسي 345 كيلوغراما سنويا فقط!!! وقد يبدو هذا الرّقم متفائلا إذا ما اقتصر على الفضلات المنزلية فحسب، اعتقد أنّ الاحصائيات المعتمدة لم تأخذ بعين الاعتبار الفضلات الفنّية، الفضلات الكلامية والفضلات السياسية قبل 14 جانفي حينها سيرتفع المعدّل الفردي وقد نتجاوز فرنسا لنصبح »نمبروان« في انتاج الفضلات. وطبعا أن تكون »نمبروان« هوس قديم في بلادنا فالسبق والامتياز والمراتب الأولى كانت دوما تُغرينا وتثير فضولنا »آشكون الأوّل«. وفعلا كانت تونس سبّاقة في الثورة وعلى منوالها ثار العرب وكان لزاما على ما يثور الأول أن ينتظر البقيّة حتى تنهي ثوراتها عملا بمقولة »من بدا الثورات ينهيها!« والتونسي متحضّر جدّا ويحترم الأولويات واشارات المرور لذلك سينتظر استكمال العرب لثوراتهم ومن بعدهم الأمريكيون والآسياويّون والأوروبيّون وربّما تتحقّق أهداف ثورتنا مباشرة بعد الثورة الفرنسية القادمة. في فترة غير بعيدة كانت تونس بلد الفرح الدائم والفساد الدائم والرشوة الدائمة و»القوادة الدائمة والزايدة«، أمّا اليوم فقد تغيّرت الأوضاع لتصبح بلد المزايدات الدائمة والمهاترات الدائمة ولم يبق من رواسب العهد البائد الاّ القليل وهذا طبعًا بوعي أغلبيّة التونسيين بضرورة المرحلة وحماية الثورة ووعي البقيّة بضرورة »قلبان الفيستة مازلنا«، »نمبروان«، فبعض التيّارات السياسية في بلادنا وفّرت الحجارة لبعض الشباب لتعبّر عن مواققها بهذه الطريقة المبتكرة وطبعا لكلّ تيار حجارته و»طُوبُهُ« وطريقته الخاصّة في رمي الحجارة وعوض أن تتوافق هذه التيارات على ما يخدم البلاد فمن الوارد جدّا أن تتوافق على جبهة للحجارة!!!