أبو غبي هذا أعزكم الله ليس رجلا غبيا ولا عاديا. فقد ادعى النبوة مرة وادعى الحج أكثر من مرة. إلا أن القرية أكدت حَجَّهُ وإن لم تؤيد نبوته. ولكن لم يحدث منها أن نبذته أو عاقبته بعقاب البتة. بل لقد كان رجالها يُجِلُّونه أي إجلال. أما نسوتها فكن تَطْلُبْنَهُ رُقْيَةً لأولادهنّ. وحدث له في إحدى لوثاته أن جمع دمى كثيرة وطلب منها أن تترشح للرئاسة وأن تخطب بحضرة جلالة الشعب. وخطبت الدمى وهو يصيح بها أنو »بورك فيك. بورك فيك«، إلا أنه ما لبث أن قام إليها. فمزقها إربا إربا وهو يصيح: أحمران وزرقان وبيضان وسودان! أطرشان وحمقان وعوران وبرصان! أخرفان وثيران وذئبان وعقبان! أنسوان وولدان وسمران وعطران! ثم قام إليها. فمزقها وهو يردد: أحبك يا شعب. أحبك يا شعب. فلما سئل ما سر غضبه منها قال: أتترشّحَنَّ للرئاسة قبل الاستفتاء وكتابة الدستور؟ أنا أحب التأسيس على الأصول.