... أكثر من سؤال طرح نفسه في ظل الوضع المأسوي الذي تعيشه السياحة التونسية بما ان الازمة قد تكون مست اكثر من 20 ألف شغل..! وجميع هذه الأسئلة تنطلق اساسا من واحدة من أدوات الاستفهام (لماذا؟) وبالتالي يحق لنا ان نسأل لماذا هذه الورشة حول واقع السياحة التونسية ولماذا في مثل هذا الوقت الذي ظلت فيه الحجوزات عادية جدا حسب تأكيد عديد الاطراف المهتمة بوضع السياحة وبما ان السؤال يطرح سؤالا كما يقال فان الورشة الدولية التي نظمتها جامعة السياحة بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصناعات الغذائية والسياحة وبمساهمة من منظمة فريدريش ايبارت فرع تونس، كانت بمثابة الكاشف عن حقيقة الوضع الذي يسوده الكثير من الغموض والانتهازية والضبابية والا ماذا يعني ان اغلب العاملين بهذا القطاع لا يحْصُلون على أبسط حقوقهم ولماذا لا تحترم قواعد الشغل في عديد المؤسسات السياحية البارزة جدا وهي من فئة 5 نجوم. الورشة كانت اشرفت على تفاصيلها المُحَاضِرة »جيزيلا نوهوفار« وهي ورشة كانت بمثابة التتمة لندوة مماثلة كانت انعقدت في شهر افريل الماضي وقد تم تكليف 6 فرق عمل في كل من تونس وسوسة والمنستير ونابل وجربة ودوز برصد اهم التجاوزات المسجلة في القطاع وكذلك تسجيل اسباب عزوف بعض المنتمين الى القطاع من الانتساب للاتحاد العام التونسي للشغل رغم ما يُمارس عليهم من ضغط وترهيب وطرد وتلاعب بالتوقيت ومن هشاشة في العمل ومن نقل تعسفية مع توجيه للاعلام ليكون مع اصحاب النزل مهما كانت فداحة اخطائهم! الأخ علي بن رمضان وفي كلمة مغتصبة أكد ان المرحلة التي تمر بها السياحة التونسية صعبة للغاية بما ان القطاع حساس جدا ويتأثر حتى بالكوارث الطبيعية فما بالك والوضع مع دول الجوار ليس على ما يرام اضافة الى بعض السلوكات غير المسؤولة وهي تدفع السياحة التونسية ضريبتها بالنهاية. الاخ علي بن رمضان اكد على اهمية التكوين في ظل المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية اليومية، كما توقف امام ما تحتاجه السياحة التونسية اليوم من رؤى وافكار جديدة تقطع مع العادات البالية والسياحة العادية ليكون الاستثمار الحقيقي مبنيا على الصورة الجديدةلتونس ما بعد 14 جانفي، تونس التي تبقى فوق كل الاختلافات إذ لا حاجة لنا الى مصادمات تخلف المآسي ولا تؤسس للغد الافضل. أما المحاضرة فانها ركزت في مداخلتها على ان لا احد يمكنه ان ينجح في قطاع السياحي المبني أساسا على القطاع الخاص دون ان يحدد عناصر العمل التي ترتكز اساسا على التحليل والتخطيط وبناء القاعدة وتشريك العمال في كل القضايا التي تهم المؤسسة السياحية بما ان نجاحها يبقى رهين تضحيات العامل وما يوفره »العرف« من امكانيات مالية واستراتيجيات عمل واضحة المعالم، تحديد الاهداف بالنسبة الى الفرق التي غاصت في مشاكل نزل جهاتها كانت الحقيقة وفق كل احتمال بما ا ن القليل من الاعراف يعترفون بالعمل النقابي فيما يعرف القطاع تواجد الكثير من الدكتاتوريين والا ماذا يعني ان يطلب عرفٌ طردَ اعضاء النقابة او ان يشتري كل الاشتراكات النقابية ويرفض كل نشاط نقابي مهما كان مأتاه فيما يتعرض للاعتداء كل من يفكر في الاقتراب من هذه النقابة، شهادات اهل القطاع كانت الحقيقة فوق كل احتمال بما انها كانت موجعة ومؤلمة الى حد تأثر كل الذين حضروا للحاصل من تجاوزات في غياب الرقيب. الندوة كانت مهمة جدا على الاقل لأنها كشفت حقيقة وضع مرير يعيشه العمال من الداخل.