في الحلقة الأخيرة من برنامج بلا مجاملة وللامانة كان هذا البرنامج دائما ملاذي أيام الآحاد رغم شغفي الكبير بكرة القدم يومها. غير اني كنت الجأ اليه حتى اكون مُلِمًّا بما يحدث على الساحة الثقافية. في الحلقة الاخيرة ليوم الاحد 26 جوان 2011 استضاف منشط البرنامج الشاعر الالمعي وأعي جيدا ما أقول تميم البرغوثي استاذ العلوم السياسية بالجامعات الامريكية ومنذ البداية وبعد قراءته لبعض المقاطع الشعرية بالعامية تارةً وبالفصحى تارَةً أخرى . مقاطعُ هي بشهادة جل الشعراء والادباء والمثقفين عموما من اروع ما كتب هذا الرجل او ما يكتب حاليا على الساحة العربية من محيطها الى خليجها دون استثناء واتحمل تبعات ما اقول. فبعد قراءته لتلك الروائح شمّر المدعو لطفي العماري عن ساعديه و(عْمَلْ فيهَا بطَلْ) وبدأ يطرح اسئلته على الشاعر محاولا بشتى الطرق استفزازه وتقزيمه (من أنت!؟) مذكرا اياه او متهما على الأصح بعشقه لحسن نصر الله او اختياره امريكا للتدريس... او بكم سيبيع اغانيه وكانه يحاور احد واضعي كلمات بوساحة وقد ظن العماري انه يحاور او يسائل شويعرا او حتى شاعرا او اديبا او فنانا تونسيا (هذا لا ينفي بالطبع ان لنا امثال البرغوثي او اكثر) وزاد في كيل الاتهامات والملاحظات السخيفة والتافهة وكأنه (جاب الصّيد مِنْ وذْنُو) والغريب ان زملاءه تفاعلوا معه واهتزوا فرحا وسرورا واشرأبت اعناقهم بل كادوا ان يصفقوا ويطبلوا حين اكمل المدعو العماري مساءلته وكان الرد اصدقائي القراء نعم كان الرد قويا وصارما وصريحا وجميلا ومعمقا ومفعما ومقنعا ورشيقا حد العجب (تِسْتَاهِلْ) وتقزم المدعو لطفي العماري واضمحل جسمه حتى كاد يلامس الارض بل اجزم انه تمنى لحظتها ان يذوب اصلا من على وجه هذه الارض... يا سيدي المدعو لطفي العماري لدي بعض من كتاباتك قُبَيْلَ الثورة بقليل والجميع يعلم كم كنت تمجّد المخلوع وتمجد مفاخر السوابع النوفمبرية وكتاباتك حول وقائع الحوض المنجمي لا تُنْسى بسهولة. واليوم وبكل جرأة حتى لا اقول كلمة اخرى وفي كل حلقات البرنامج تتظاهر بالثورية حد النخاع وتشتم الزمن البائد والرئيس المخلوع ونسيت ما كتبت عنه بالامس القريب عجبي.. عجبي ليس لي ما اقوله لك سوى »وإن لم تسْتَحِ فافعَلْ ما شئت«. صراحةً، بقدر ما كنت اساند مواقفك في بعض القضايا الثقافية واقدر شجاعتك في طرحها رغم علمي مسبقا بكتاباتك السابقة بقدر ما اجد نفسي مضطرّا إلى سحب كل اعجابي السابق تجاهك بل ووضعك من الآن في سلة المناشدين للمخلوع.