كل عاصمة او مدينة من عواصم ومدن العالم معروفة بمعلم مشهور أو شارع كبير او ساحة او بطحاء ومدينة ميلانو الايطالية التي ولدت بها معروفة »بدوومو« او ساحة »دوومو« Pizza di Doumo التي تنتصب بها كنيسة يعود تاريخ بنائها الى آلاف السنين، هذه الساحة او البطحاء هي قبلة كل الزائرين والسواح من مختلف انحاء العالم وحتى سكان المدينة شيبا وشبابا يفضلونها على اي مكان آخر لتمضية بعض الوقت اذ انها تعج صباحا ومساء صيفا وشتاء بالزوار الايطاليين والاخرين من مختلف الجنسيات فإذا أردت ان تستمع الى كل لغات العالم فعليك الذهاب الى ساحة »دوومو« وإن اردت ان تشاهد مباشرة الفرنسي والانقليزي والتشادي والصومالي والصيني والياباني والماليزي والمغربي والجزائري والمصري والبنقلاداشي والالماني والبلجيكي والامريكي والليبي و... و... فاقصد ساحة »دوومو« التي تقام بها الحفلات والاحتفالات بالمناسبات المحليّة والجهوية والعالمية أيضا وتقام بها معارض الرسم والصور والكتب والتظاهرات الثقافية وغيرها وكذلك الاعتصامات والمسيرات والمظاهرات السلمية. في هذه الساحة او الطحاء تجد المتسوّل، والتسوّل هناك يقع بطريقة اقل ما يقال فيها انها عصرية وتجد ايضا المجنون الذي يفعل ما يشاء ويقول ما يشاء دون ان يلفت الانظار لانهم تعوّدوا عليه، ولا تغيب عن الساحة يوميا امرأة يبدو انها صدمت عائليا او اجتماعيا وربما اداريا لانها أنيقة وانيقة جدا لكنها تجوب الساحة جيئة وايابا وتتحدث بصوت مرتفع وتصيح ليسمعها كل المارين من هناك... تتحدث عن الزوج والابناء والعم والخال والمدير والمسؤول وعن رئيس الوزراء الايطالي وفضائحه الجنسية وعلاقاته بالنساء ورئيس ايطاليا واجتماعي الثمانية الفارع وعن العولمة، والازمة الاقتصادية العالمية، وعن حرب العراق و»بوش« الابن والمستنقع الذي وضع فيه بلاده تأثرا لابيه »بوش« الأب، وعن فلسطين المغتصبة أراضيها من قبَل اسرائيل، والحرب في أفغانستان ولانها يبدو انها مواكبة لكل ما يحدث في العالم فهاهي تناصر الثورات العربية او ما يسمى بالربيع العربي لتقول بأعلى صوت: تحيا الثورة التونسية تحيا الثورة المصرية تحيا الحرية تحيا الديمقراطية المستقبل لشباب هذه البلدانة والغريب انها تتقن كل اللغات تقريبا فلقد سمعتها تقول: زنڤة... زنڤة... دار... دار... حوش... حوش... Degage... هناك، وفي هذه الساحة رافقت والدي لحضور »تجمع« للجالية التونسية بمدينة »ميلانو« ليحملني فوق كتفيه ولاجد نفسي رافعًا اشارة النصر المعروضة واردد مع الاخرين: عاشت تونس... عاشت الثورة.. DEGAGE... DEGAGE ... يا خمّاج؟! (الصورة موجودة في الفايس بوك). ما معنى »ديقاج« ومن هم »الخمّاج«؟ ما معنى الحرية وحقوق الانسان والكرامة، والثورة والرئيس المخلوع الذي اجد صورته في كل مكان وخاصة في مكاتب القنصلية. لماذا ثار الشعب التونسي؟ هل انتهى حقًّا عصر الظلم في تونس؟ ان العالم معجب بالثورة التونسية وبالشباب التونسي... لماذا؟ وهل حلّ زمن المواطنة حقًّا؟ هذه الاسئلة وغيرها طرحتها على أبي ليجيبني عنها ويشرح لي كل شيء وهو ما ستقرؤونه في اليوم القادم من بمناسبة احتفال الجالية التونسية بمدينة »ميلانو« الايطالية بثورة الكرامة.