اخترت عنوان مقالي هذا مثلا شعبيا ضاربا في القدم لعلّه يختصر كلامي ويوجز المعنى الذي قصدت قوله في هذا النص. مباشرة على اثر ثورة 14 جانفي 2011 المجيدة تحرّك بعض مديري المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية وقاموا بعديد الأنشطة والتحرّكات عبّروا من خلالها عن رفضهم لمصطلح »ديڤاج« الذي رفعه الأساتذة في عديد الجهات بتأطير من المناضلين النقابيين سواء عبر نقاباتهم الأساسية أو الجهوية والذي طال أسوأ المديرين. وهاهم الآن يشنّون حملة دعائية في شكل بيانات يلوحون فيها بتهديدات رافضين ما يمكن أن تتوصّل إليه النقابة العامة للتعليم الثانوي مع وزارة التربية من اتفاق يقضي بالترشح لخطّة مدير للسنة الدراسية المقبلة على قدم المساواة مع بقيّة الأساتذة الراغبين في الترشح ممّن لم يشغلوا الخطّة في السابق. أليس هؤلاء المديرون هم من وقع تعيينهم وتنصيبهم في العهد البائد؟ أليسوا كلّهم تجمعيين باستحقاق وأن ادّعوا عكس ذلك خاصة بعد الثورة المباركة؟ ألم يكونوا خدمًا طيّعين وأمناء للعهد البائد في كلّ المحطّات والمناسبات النوفمبرية؟ فلماذا يحتجّون هم ولم ينبسوا ببنت شفة في العهد البائد على عديد المظالم المسلطة على الناس وعليهم؟ ألم يضرب الأساتذة بتأطير من هياكلهم النقابية دفاعا عن كرامة المربّي كلّما تعرّض بعض المديرين للاعتداء بالعنف اللفظي أو المادي من قِبَلِ الغرباء والدخلاء على المؤسسات التربوية؟ فلماذا هذا التحشيد من طرف بعض المديرين على النقابة العامة للتعليم الثانوي والأساتذة في هذا الوقت بالذّات؟ ألا يدخل هذا ضمن باب أدوات الثورة المضادة الذين تحركهم رموز الفساد من العهد البائد؟ إنّ أكثر الناس حرصًا على إنجاح الثورة والقطع الجذري واللانهائي مع اختيارات ورموز العهد البائد هم الأساتذة والنقابيون عمومًا. إنّ أكثر الناس الذين ضحّوا بأوقاتهم وصحّتهم في سبيل إنجاح السنة الدراسية هم الأساتذة خاصّة. إنّ أكثر الناس حرصا على تعليم الناشئة وتربيتهم هم الأساتذة والمعلّمون قطعًا. فالأساتذة هم الذين أطّروا التلاميذ في أوج التحركات التلمذية وقاموا بدورهم الوطني في التوعية والتحسيس في الأقسام والساحات بالنقاش والحوارات والخطب لإنجاح الثورة والسنة الدراسية.