هي الآن اكثر من مائة حزب، ولا أحد يعرف كم سيبلغ عدد هذه الاحزاب التي ستخوض انتخابات 23 اكتوبر ومثلما كانت ثورة شباب تونس نموذجية فتونس ايضا تنفرد بعدد احزابها في العالم ولنفرض ان ذلك يعتبر مؤشر خير ودليلا على الديمقراطية والحرية مثلما يتردد فانني اسأل واتساءل: ما مدى مساهمة هذه الاحزاب في تهدئة الاوضاع ووقوفها ضد ما يقع يوميا من تخريب ونهب وحرق وقطع طرق.. فهذه مؤتمرات واجتماعات وحملات ودعايات، وادعاءات أتابعها وأطالعها كل يوم تقريبا.. لكن لا شيء ينبئ بخير عدا التنافس والتحالفات والانسحابات والاستقالات... واليكم عينات مما جاء على ألسنة بعض رؤساء الاحزاب: ❊ الذود عن استقلال الوطن ونظامه الجمهوري المدني وهويته الثقافية والحضارية التونسية المتجذرة في المغرب العربي الاسلامي، والمتفتحة على مكتسبات العصر والحداثة والتقدم والسلم والمتشبثة بمبادئ وقيم حقوق الانسان. ❊ ان الاداء الهزيل للحكومة المؤقتة الحالية وتماديه في نفس نهج الاقصاء والتهميش الذي كان يتوخاه النظام البائد، واعتمادها على بعض المسؤولين المعروفين بولائهم للدوائر الصهيونية والاستعمارية بالاضافة الى الدور المشبوه الذي تلعبه ما يسمى بالهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة والانتقال الديمقراطي، وكذلك الى صعوبة الوضع الاقتصادي.. كلها من العوامل التي قد افرزت شعورًا بالاحباط، وخيبة الامل لدى قطاعات واسعة من الجماهير الشعبية المتحفزة بطبيعتها. ❊ نحن نرى ان تعامل اجهزة الامن ليس حضاريا... والى ان ما تمّ من تعذيب للمعتقلين واقتحام المساجد بالكلاب... هذه ظواهر لا تليق بالثورة... وان ازدواجية الخطاب يعدّ انحرافا دينيا ونفاقا.. والمنافق هو أسوأ انواع الناس، ونحن لا نرضى لانفسنا ان نكون من هذا الصنف. تلك بعض العينات من ردود فعل امناء الاحزاب وتصريحاتهم وقد عجزت عن التعليق ففضلت ان اورد مقتطفات من مقال نشر بتاريخ 23 جويلية 2011 لصاحبه السيد الحسين العدواني تحت عنوان: »فهمتكم.. توّة فهمتكم... يا رؤساء الأحزاب«.. المجاملة الزائدة على اللزوم لشباب الثورة يا رؤساء الاحزاب لا تضمن بالضرورة حصولكم على صوته في الانتخابات المقبلة.. المجاملة المفرطة لشباب الثورة يا أولي الاحزاب على حساب البلد، يدخل في خانة النفاق السياسي الرخيص... نريد حلولا، لا شعارات رنانة تلهبون بها حماس الشباب و»دمغجة« ورقصا على أوتار السياسة... صمتكم المريب يا رؤساء الاحزاب يعتبر تحريضا غير مباشر على الفوضى، والسبب معروف ولا يحتاج الى كثير من الاجتهاد. البلاد على فوهة بركان والاحزاب منشغلة بالتنديد بفك اعتصام القصبة 3 بالقوة وكل وقتها مخصص لانتقاء الحكومة المؤقتة. ان هذه الثورة اطلق شرارتها الشباب المكلوم المهموم المظلوم، في غفلة منكم لانكم كنتم نياما وما انتم بنيام، ولا داعي الى جني ثمرة شجرة لم تزرعوها وانما زرعتها اياد كريمة مضرجة بالاشواك والدماء.