أصدرت الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي بيانا هذا نصّه: في ظلّ صمت عربي ودولي مزرِ يتواصل يوميّا ترويع المدنيين وقطع الكهرباء والماء والهاتف عنهم ومحاصرة المدن والقرى، واعتقال المئات والتنكيل بهم، وسقوط عشرات الضحايا من أبناء الشعب السوري بوابل من رصاص الشرطة والجيش وتحت ضربات المدفعيّة الدبّابات والقطع البحريّة.. انّها حرب بأتمّ معنى الكلمة يشنّها نظام على شعبه! ورغم ذلك، يستبسل الشعب السوري في الصمود والتمسّك بحقّه في حريّة التعبير والتظاهر السّلمي، وفي المطالبة بإدخال إصلاحات جوهريّة على نظام الحكم. إنّنا مطالبون كتونسيين بمساندة الثورة السوريّة، التي مثلها مثل غيرها من الثورات العربيّة في مصر وليبيا واليمن والبحرين قد اندلعت في اطار المدّ الثوري الذي استهلّته الثورة التونسيّة، كما أنّنا معنيّون بالعمل على إنجاحها لأنّ في انجاحها توفير ظروف ملائمة لاستكمال بناء ثورتنا التونسيّة والذود عن مكاسبها. كما أنّنا مدعوون الى التصدّي لكافة الاعتبارات المصلحية الضيّقة المرتبطة بالحسابات السياسية في المنطقة أو بالخيارات النظريّة والإيديولوجيّة التي من شأنها ان تعزل الثورة السوريّة وتساهم في حصار الصمت المضروب عليها، فلا قيمة تعلو فوق صوت الحرية ومهمّة بناء الديمقراطية في المجتمع السوري خصوصا والعربي عموما، وتقويض صرح الدّكتاتورية والفساد والمنظومة الأمنية القمعيّة التي هي بصدد التحوّل من مواقع الإرهاب والدكترة الى حدّ السقوط في مآثم اقتراف جريمة في حق الانسانيّة. فمهمّة مواجهة العدّو الصّهيوني ودعم كفاح الشّعب الفلسطيني، اضافة الى الدّفاع عن القرار الوطني السّيادي على جميع الأصعدة والنّأي بمجتمعاتنا ودولنا عن التذيّل والتبعيّة للدوائر الرأسمالية العالميّة، مرورا بالتحديث والوحدة، هي كلّها ودون استثناء مهام منٌوطة بالشعب السّوري وقواه الحيّة ورهينة انعتاقه وتحرّره عبر تكريس الديمقراطية وإرساء الحريات وبناء جبهة داخليّة صلبة تلتحم صلبها الارادة الشعبيّة وسياسات الدّولة. فلا بديل عن الديمقراطية والحريّة، ولا وصاية على الشعب مهما كانت مبرّراتها وشعاراتها ولا خلاص الاّ بالتحاق سوريا بمصافّ الدّول العربيّة التي تخلّصت من دكتاتورياتها وحققت ثورتها الديمقراطية. النصر للشعب السوري البطل.