سلامي إلى روح المناضل الأمميّ الرائع في ذكرى استشهاده الرفيق أرنستو تشي غيفارا. كم يلزمني من وقتي الباقي لأحقر لكم في جسدي ما يكفيكم من الحبّ؟ كم يلزمني من أعماق للغوص في الذاكرة لنقش حضوركم، حتى لا أتعذّب بالوحشة والوحدة في مسيرتي الوجودية القادمة، وأنا أُسْرجُ سفري وتَسياري إليها... غير مٌجْدٍ في ملّتي واعتقادي نَوْحٌ بَاكٍ أو ترنّمٌ شادٍ طلبت المستقرّ بكل أرض فلم أجد لي بأرض مستقرّا على قلق كان الريح تحتي نحو أمّ البدايات نحو أمّ النهايات للّتي مازال فيها ما يستحق الحياة... في نهار عربي مغشوش وفاسد سلامي إليكم كم يلزمني من أسئلة لأجيب عمّا في داخلي نحوكم حدّ التوحّد والانصهار؟ كم يلزمني من ضلوع لأُسكن كٌلَّ واحد منكم ضلعا، هو الأقرب إلى الوشائج ونبض القلب الدافئ؟ ولم يعُد في العمر متّسع للوداع أو عبث الرحيل؟ أحبّتي!! ذاك الذي هنا... هذا الذي هناك كونوا معه... يأخذ بيد نفسه وبزمام أمْره وقَدَره وإنّه وُجِد ليكون هُوَ هُوَ، لا يشبه غيره حتى وإن كان هذا الغير بعضا منه... ومسافة الألف ميل تبدأ بخطوة وسؤال وجوديّ كبير.. المجْد للانسان سليل الخلود قالت ملحمة جلجامش صانع عالم الجمال والحق والعقل والحرية والقيم الانسانية النبيلة الأخرى. أحبّكم... فرجاءً لا تغادروا مواقعكم من القلب فإنّي أخاف الفراغ.