ما منْ أحد لهُ أنْ يمنع الورد أنْ ينحني لهبُوبِ الرّيح، أوْ يشمس أيّام الناس ويمنحها ألقا جديدا ما من أحد له ان يغني لعصافير آتيةٍ من فجرٍ آخر، ويُداعب بأجْنحة لها غزالاتٌ تهيمُ في أرض اللّه. ما من أحدٍ لهُ الجرأة ان يخلط طين تكوّنه ليتشكّل لونا بهيّا بنفس يديْه. ما من أحد يبْكي بكاءً صحيحًا ويضحك مثل طفل على ركْبة من شفيف الرُّخام. ما من احد سواك أيّها الثوري الوثّابُ له انْ يتشهّى لذيذ الكلامِ أوْ يضيء كما شمعة في المنامِ. ما من أحدٍ سواك »عبد الحفيظ« أيها الامميُّ، الوطنّيُ الموغل في وطنيّته بمقدوره قطع طرُق اللُّغات إلى المعاني الزائفةٍ. أنتُم ايّها الصديق والرفيق والاستاذ أيها الشاعر، الكنعاني المغدور الذي نحبُّ أنتُمُ الباقونَ كالنخْل ثابتٌ في عراء السّماء، بكم »حفّه« يرفل أصدقاؤك هنا وهناك في كساء حرير. »حفّه« معذرة وأنت القائل: سوف أهزم بجسدي هذا الذي غزا جسدي لنكون معا في حفل انتصار اليسار. وإذا كانت النفوس كبارا ❊ تعبت في مرادها الأجسام. معذرة »حفّه« ذلك أن ظروف القول وعمقه مشروطة بقدرة المبدع على الغوص في الاشياء والاحتفاء باللّغة والذّات وهذا يستدعي بالضرورة توفير حدٍّ أدنى من الحبّ والصّدق والحميميّة وهي عناصر أزعم انّها متوفّرة لديكم بأوفر حظّ ولدى اصدقاء أعزّاء أعزّوك جدًّا... جدًّا. شكرا لكم أيّها الحضور، شكرا لكم عبد الحفيظ المختومي، على قدر أهل العزم تأتي العزائم ❊❊ وتأتي على قدر الكرام المكارم ولْنَعِشْ أرهف لحظات الحلم ولْنُغَنِّ. نيابة عن اصدقاء »حفّه«.