الى السيد وزير الخارجية الشرعي المنتخب في الحكومة الانتقالية الثانية مثلما يطلق عليها الجميع، او الحكومة التأسيسية الاولى مثلما أطلق عليها الاستاذ مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي المنتخب. لا يهم... كلنا نعرف، ولا يخفى على أحد ممارسات جل رؤساء البعثات الديبلوماسية التونسية بالخارج وليس كلهم من سفراء وقناصل وملحقين اجتماعيين ومبعوثين أمنيين وعسكريين واعوان عرضيين وحجاب وسواق، وآخرين لا مهمة لهم سوى انهم مقربون من هذا وذاك لتكون اجورهم بالعملة الصعبة وليكونوا العيون التي لا تنام، وامامي عديد الامثلة والحالات. هي مهمة كبيرة وشاقة وطويلة وهو ملف خطير لا يقل أهمية عن الملفات التربوية والصحية والثقافية والاجتماعية وغيرها سيتطلب مجهودات كبيرة وكبيرة جدا من طرف الحكومة الجديدة الشرعية التي لا شك في أنها ستكلف رجالا أكفاء معالجتها ومراجعتها ووضعها على الطريق السليم، وهؤلاء سوف لا تكفيهم مدة معينة لا ينبغي حصرها في سنة أو اثنتين او ثلاث وبما ان ملف الخارجية هو ملف حساس ومتشعب ونظرا الى أنني مطلع قليلا على البعض من مشاكله ومشاغله بحكم مهنتي وبحكم زياراتي المكثفة الى الخارج وخاصة الى بعض البلدان الاوروبية فانني أتعهد من واجبي باعتباري مواطنا تونسيا شاهد على العين معاناة جاليتنا التونسية بالخارج بكتابة سلسلة من المقالات بمختلف وسائل الاعلام المكتوبة او التدخل في بعض البرامج السمعية او البصرية الموجهة او الخاصة بالتونسيين بالخارج... أو العودة الى انتاج برامج الهجرة والتي كنت من أوائل المختصين في انتاجها في الاذاعة الوطنية او عن طريق بعض صحفنا علما انني أملك ارشيفا كاملا عن ذلك، وهذا موضوع آخر. وها اني أشرع منذ اليوم حيث أقمت أخيرا مدة بمدينة «ميلانو» الايطالية، وزرت مقر القنصلية العامة هناك، واليك سيدي وزير الخارجية في الحكومة الشرعية المنتخبة هذا الاقتراح الذي ساعدني على ملاحظته احد اعوان القنصلية مساهمة مني في العمل على تبسيط الاجراءات الادارية لأبنائنا هناك والذي اطلب منكم وضعه في جدول أعمالكم للفترة القادمة والقصيرة نسبيا. إن أفراد الجالية التونسية عددهم كبير بمدينة ميلانو الايطالية وما جاورها من مدن اخرى مثل: «مونزا» و «بافيا» و «بيرڤامو» و «كومو» و «لودي» و «بريشيا» و «لاكو» وغيرها... ولم يعد بالامكان توفير الخدمات اللازمة لهم، فان اقتراحي (وهو ايضا على لسان التونسيين) فتح قنصلية باحدى المدن الاخرى ك : «فينيزيا» مثلا أو «بولونيا» أو «فيشانسا» حتى لا يتكبد المقيمون بها من التونسيين مشاق السفر لاستخراج وثيقة او ترجمة اخرى وقطع مئات الكيلومترات على ان يقع غلق قنصلية «نابولي» التي لم يبق بها سوى عدد قليل من التونسيين ليصبحوا تابعين للقنصلية الجديدة التي يمكن فتحها بمدينة «ترانتو» مثلا او الى القنصلية العامة بروما علما ان مطالب استخراج أو تجديد جوازات السفر بالقنصلية العامة بميلانو يفوق 8500 جواز بينما يقول اعوان قنصلية مدينة «نابولي» انهم يعانون الفراغ التام بسبب العدد القليل لأفراد الجالية هناك. هذا يا سي سمير اقتراح على الحساب في انتظار اجراءات اخرى سريعة لا يكفيها اكثر من كتاب.