جمال بالحاج استاذ محاضر في الهندسة الكهربائية وباحث في مجال الطاقات المتجددة وتتمثل طرافة وأهمية البحث الذي أنجزه الاستاذ جمال بالحاج في ربطه للطاقات المتجددة بمسألة التشغيل والتنمية وهو في اعتقادي توجه على غاية من الأهمية ومن الضروري على الهياكل المشرفة على ملف الطاقة وكذلك التشغيل والتنمية ان تولي هذا الطرح ما يستحق من اهتمام ومتابعة. _ بدايةً، ما هي الطاقات المتجددة وهل لتونس آفاق في انتاج وتوزيع هذا النوع من الطاقات؟ الطاقات المتجددة هي الطاقات التي لا تنفذ لأن الطبيعة تعيد انتاجها بسرعة وذلك على عكس النفط والغاز اللذان يعاد انتاجهما طبيعيا بعد مليارات السنين، وتعتبر الطاقات المتجددة عنصرا فعالا في التنمية المستديمة كما تعتبر عنصرا أساسيا للتحكم في الطاقة. أما بالنسبة الى تونس فقد بدأ الاهتمام بالطاقات المتجددة منذ مطلع الثمانينات وذلك اثر تتالي الازمات النفطية وارتفاع اسعار النفط لاحقا، لكن نسق نمو هذا القطاع ودرجة الاهتمام به كانت بطيئة ولم تنطلق فعليا الا بداية من سنة 2000 وذلك رغم توفر الموارد الطاقية المتجددة (الطاقة الهوائية والطاقة الشمسية). _ كيف يمكن للطاقات المتجددة ان تساهم في مسألة التنمية والتشغيل؟ يمكن لتونس ان تنجز محطات طاقية كبرى بعديد الجهات وبذلك ستنتج كميات هائلة من الطاقة ستمكنها فيما بعد من تركيز مشاريع تنموية على غرار المصانع، كما يمكن انجاز محطات صغرى تشمل المناطق النائية والمعزولة والغير مرتبطة بالشبكة وتعتبر هذه المشاريع الطاقية على غاية كبري من الاهمية بما انها ستحد من ظاهرة النزوح وستدعم التنمية المحلية كما ستمكن المواطن من التواصل مع العالم الخارجي والنفاذ الى المعلومة. ولعل استحقاق التشغيل الذي قامت عليه الثورة التونسية هو ما دفعنا الى عرض هذه التجربة فعبر الطاقات المتجددة يمكن خلق مواطن الشغل وذلك بدعم التصنيع المحلي لنظم وأدوات التعذية الكهربائية او لبعض مكوناتها السهلة التصنيع كالبطاريات ومحولات الطاقة، كما يمكن تكوين اطارات واعوان في مجال الربط والتركيب وصيانة المعدات المتعلقة بالطاقات المتجددة على غرار مشروع السخانات الشمسية والذي ساهم في التشجيع على بعث عديد الشركات لتصنيع هذا النوع من السخانات. وتجدر الاشارة الى ان مثل هذه المشاريع مكنت من خلق ما يناهز 3500 موطن شغل خلال السنوات القليلة الماضية اما على المستوى الدولي فان قطاع الطاقات المتجددة يشغل اكثر من 3،5 مليون عاملا. وفي تونس اذا ما تم التركيز على هذا المجال فانه من المتوقع حلق ما بين 3000 و 4000 ،موطن شغل سنويا.