صدرت مؤخرا عن دار المهى للنشر والتوزيع رواية «الشتات» للروائية والاديبة خديجة التومي في كتاب من الحجم المتوسط حوى 172 صفحة، التصميم الفنّي لرجاء الفزاني ولوحة الغلاف للرسام حسين مصدق واهدت المؤلفة هذا المنجز الى ثورة تونس الحبيبة في دنّها تعتّقت والى الشمس الطالعة من المغرب الى الحرية من رحم الرّماد انبثقت. تناولتها من الناحية الموضوعية وليس من الناحية النقدية او الناحية التحليلية رواية الشّتات اولها شتات وآخرها شتات تبتدئ بعودة «يزن» «ابن حوراء» ليجد امّه جثّة هامدة إلى مكتب تناثرت فوقه اوراق ليكون شتات المذكرات يجمعها بلا انتظام ويشرع في لمّ شتات امّه وليكتشف شتات في استرجاع الذكريات من قبل والدته «حوراء» بلا انتظام كشتات اوراقها فتعود تارة الى ذكريات الصبى وتارة إلى ذكريات الشباب والدراسة بالجامعة فشتات في الافكار والانتماءات السياسية والتسلط واللاديمقراطية لدى التيارات وتساؤل: كيف اللّوم على الانظم المستبّدة؟ الشتات العائلي انزواء «معاذ» و«الديزة» بكهف في الجبل بعد اعتقاله من أجل افكاره ومواقفه السياسية المعادية للنّظام السائد ككل الانظمة العربية لقادة هم أشبه باطباء اجهاض لآمال وافكار شعوبهم موت البنت «شادن» و«هجرة» يزن الى باريس للدراسة وهجرة الأم «حوراء» الى الخليج ومعايشتها للمتناقضات والشتات من جنسيات مختلفة الشتات من أصقاع العالم كوّن العولمة. محاولة «يزن» لمّ شتات والده «معاذ» بالبحث عنه في الكهوف بالجبل فيجد مذكراته منقوشة على صخور الكهف ويكتشف ان والده التحق برجال المقاومة في جبال تعزّ باليمن فيسافر وتلتحق به زوجته الفرنسية «لارا» التي تشاركه واصحابه المحادثات حول احداث العالم العربي والانظمة المستبدة فيها. يلتحق «يزن» بالمقاومين في الجبل ويموت تاركا وراءه «لارا» حبلى للمّ شتات آخر. رواية «الشتات» رواية اجتماعية درامية وسياسية صيغت في قوالب مشوقة فيها جمالية الوصف واختيار الألفاظ والتعابير وتراكيب الجمل التي تشدّ القارئ وتجعله يتخيل مناظر طبيعية خلابة ويعيش وقائع مستمدّة من المعاش اليومي. هي ايضا رواية فيها شاعرية ونعوت حسنة غير مألوفة مثل ذلك قولها: رأسها كإسفنجة قد تشرب كلّ الهموم. الفلاحون تشق محاربتهم ارحام التراب. الاعدام ان يصبح الانسان مجرّد رقم في سجن او ينزل دون مرتبة الدوّاب.. انت تفكر فجع انت تعارض فمت حبّهُما جمرة متقّدة اطفأت جذوتها لسعات الدّهر وكوابيس القهر الذي سلط على ذاتيهما منذ اعلنا حبّا عذريا للوطن. واخيرا السؤال والجواب س: ترى الشّجر حكيما ينحني للعاصفة حتى تمرّ فلم لم تكن شجرة سَرْوٍ يا مُعاذ؟ ج: الانحناء مرحلة تسبق الانبطاح وأنا لا أريد.