حزمة حطب تتّقد، الشتاء خارج البيت. عبر النافذة الزجاجية تمّحي الزرقة ويكتب الثلج: ثمّة غليون خشبي قادم... أبي عند الموقد، أنتظر عودة أمّي من الحمام الثلج يشطب الطريق. امرأة أنت أم حديقة؟ أسأل أمّي وهي تدخل بملاحفها الزهرية. إنّه الشتاء يزور سبيبة بعد غياب طويل إنّه الشتاء يبسط كسوته البيضاء على الأرض... كسجّاد. أغصان تتشابك وهي تمتدّ إلى السماء لتلتقط ندفات الثلج المتساقطة. على هيئة فزاعة نسيها الحصادون يقف الرجل ذو المعطف القطني بلحافه الأصفر المتطاير مع نفحة الهواء البارد. كان تمثالا بملامحَ بشريّةٍ لكنّه بلا قلب وبلا عروق ستذيبه شمس قادمة. يحتاج عينين بنّيتين، لن أضع له أنفا طويلاً أو قصيرًا حتّى لا يُصاب بالزّكام. تحت الوُريقات الأخيرة المتراكمة تتحرّك الجذور التي تتعانق في قلب التربة. إنّها تتدفأ. نامي أيّتها الأشجار الأزليّة حتى مجيء الربيع، لتتصافحي يا جذور ، وأنت تتبادلين هدايا ليلة رأس السنة الجديدة. سبيبة: موطن الشاعر.