من غرفة مسكونة بالآلام على مكتبي الأسود بقلم سكن بكاء المسيح وأوراق سويت في الغار اكتب إليك حبيبتي أحبك.. منذ انبعاث الخلق والماء الحق اخترتك من بين آلاف النساء كتبتك على الألواح قبل ابراهيم وموسى وعيسى قبل سلطان الموت قبل اكتشاف النار واخضرار العشب قبل هطول السماء يا سيدة النشوة والدهشة يا سيدة الألوان والقبلات منك قرع الأجراس منك وتر النهوند والحجاز يا حبيبتي لأجلك أدمنتُ وكالات الأنباء والصحف اليومية لم أعد أطالب بزيادة الأجر وتقليص عدد الصلوات صرت ألتهم كتب التاريخ وأضربت عن سماع الموسيقى وارتياد المسارح لأنك أصل الموسيقى وأصل المسرح يا حبيبتي يا آلهة الشمس والأقمار لك تركع النجوم خجلا بين يديك قلبي معتقل بين يديك تسلقت جبالا من جوع ورضيت بثوب (مرقوع) ووهبتك جسدي المجروح أنا يا حبيبتي عاشق الشمس لك رفعت الراية البيضاء واستحلت غلاما بين يديك واغلقت هاتف جوال نساء الوهم خطي رديء وخال من نقاط التعجب خال من حروف العلة والفواصل إلا في رسائل العشق إليك فأنت يا حبيبتي طين اللّه وخزافة كل النساء ورضاب شفتيك وُضُوء للأنبياء على صدرك كتب الإنجيل والتوراة والقرآن أنت خارجة عن التقويم خارجة من الحساب والتقسيم لأجلك اختزلت صلاتي بأقصر السور سورة يس لأجلك يا حبيبتي تغافلت عن الرسائل وتخصصت في زيارة الأولياء وأدمنت الأضاحي والرسم على الصّخر قلبي ليس للبيع، ليس للشراء يا حبيبتي لغتي عارية بلا ثياب حبري لا يكتب نون النسوة إلا أنت في أعطافك هام ألف نبيّ من ألف باب وباب. لأجلك آمنت باللّه والرسل آمنت بسرّ العطر وفصاحة البرق آمنت بالعشق والحب والرسم والحج إليك يا حبيبتي ضاعت عندي مقاييس الحب فأنت من سبّح لك أمين سوق الذهب وتهادى بين يديك ناسيا وعد اللّه بالولْدان يا حبيبتي، أحبك تحت النار رغم كثرة العشاق رغم المشاورات والطبخات رغم الاجتماعات والمداولات رغم أكواب الويسكي والعطايا الملغومة مازلت يا حبيبتي نخلة باسقة لأجلك تقرع الأجراس ويبيض على كفك الحمام يا حبيبتي يا قدس يا قدس... يا قدس... يا قدس... يا حبيبتي يا قدّيسة الأقداس.