على مدى ثلاثة ايام نظمت جامعة النفط والمواد الكيمياوية بالتعاون مع اقسام التكوين النقابي والتغطية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية والتشريع والنزاعات ندوة حول التشريعات الاجتماعية الواقع والآفاق، اختتم اشغالها الاخ حسين العباسي الامين العام للاتحاد فيما باشر بعض محاورها الاخوة محمد المسلمي والمولدي الجندوبي وعبد الكريم جراد اعضاء المكتب التنفيذي الوطني الذين قدموا بسطة عن اهم الملفات التي ستعمل قيادة الاتحاد على معالجتها خلال سنة 2012 ومنها بالخصوص ملف المفاوضات الاجتماعية واعادة هيكلة الاتحاد العام التونسي للشغل والحوار الاجتماعي ومشروع الدستور وقد ابرزوا أهمية الحراك الاجتماعي معبرين عن مساندة الاتحاد لكل النضالات العمالية القطاعية والجهوية الى جانب اهتمام الاتحاد بالشأن العام من حيث الدفاع عن اهداف الثورة وحمايتها الى جانب حفظ الحريات العامة والفردية وتكريس التعامل الديمقراطي بين مكونات المجتمع وبخاصة في الجوانب السياسية. الندوة حضرها كذلك سكرتير الجامعة الكيمياوية والنفط في القوى العاملة الفرنسية (F . O) الذي أشاد بحسن العلاقات بين الاتحاد العام التونسي للشغل ومنظمته النقابية متقدما بالشكر الى الجامعة على الدعوة وحسن الضيافة وقد تم تكريمه بالمناسبة في حفل انتظم في قائمة الاشغال وكرمت خلاله الجامعة الاخوة حسين العباسي وبوعلي المباركي وبلقاسم العياري وعبد الكريم جراد (ابناء القطاع باستثناء الاخ الامين العام). الجامعة وكعادتها عملت على تجميع اكثر ما يمكن من اطاراتها النقابية حيث شارك في الندوة اكثر من مائتي (200) اطار نقابي وبخاصة من النقابات الاساسية التي يحضرون لأول مرة وهو ما تمت مباركته واستحسانه من قبل الحاضرين الذين تابعوا مختلف محاور الندوة بكل اهتمام وانضباط وحرص على النهل من منابع معرفة التشريعات التونسية حيث حاضر السيد خالد التومي المتفقد العام للشغل والمصالحة حول مصادر تشريعات الشغل وتراتيبها اما الاستاذ محمد القاسمي استاذ القانون الدستوري بكلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس فقد حاضر حول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في مشروع دستور الاتحاد اما الاستاذ النوري مزيد استاذ قانون الشغل بكلية الحقوق بصفاقس فقد قدم محاضرة حول: قراءة نقدية لمجلة الشغل. محاضرة اخرى القاها الاخ عبد الكريم جراد الامين العام المساعد للاتحاد المسؤول عن التغطية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية حول أنظمة التقاعد في القطاعين الخاص والعام. الاخ حسين العباسي أكد في كلمته ان الاتحاد يسعى الى دعم مطالب العمال بالفكر والساعد ويحرص على الاخذ بعين الاعتبار الوضع الذي تعيشه البلاد وبخاصة في جانبه الاقتصادي الصعب مذكرا بأهم محطات التفاوض مع الحكومة بخصوص الزيادة في أجور العمال بعد التدهور الكبير الذي شهدته مقدرتهم الشرائية، كما تحدث عن السنة البيضاء التي اقترحتها الحكومة في البدء ثم تراجعت عن ذلك مثمنا الموقف الجديد للحكومة الرامي الى مواصلة المفاوضات من اجل الزيادة في الاجور. الاخ العباسي عبّر عن دعم الاتحاد للنضالات العمالية القطاعية والجهوية داعيا الطرف الاداري الى التجاوب مع مطالب القطاعات واحترام الاتفاقات تجنبا لتوتر المناخ الاجتماعي خاصة وقد ابدى الجانب النقابي لينا واضحا في تعامله مع مقترحات الوزارات المعنية. كما أكد الاخ العباسي ان الاتحاد لن يسمح بالالتفاف على اهداف الثورة داعيا الحكومة الى تحمل مسؤلياتها تجاه تنامي ظاهرة العنف الذي لم يسلم منه احد ولدى حديثه عن مساهمة الاتحاد في ضبط مسار ديمقراطي للحياة في تونس من خلال الدستور الجديد ذكر الاخ حسين العباسي بمشروع الدستور الذي قدمه الاتحاد والذي تضمن مختلف جوانب حياة التونسيين وكان بحق شاملا ومقنعا وهذا بشهادة العديد من الوجوه والاطراف الحقوقية والسياسية. قد نجحت جامعة النفط والمواد الكيمياوية في التطرق الى موضوع يشغل بال الجميع وبخاصة النقابيين والعمال وهو التشريعات الاجتماعية في ظل المتغيرات التي تشهدها بلادنا وفي ظل كتابة دستور جديد قد يطول عمره الى عشرات السنين وقد برز من خلال هذه المداخلات ضرورة ادخال بعض التنقيحات على بعض القوانين الحالية وبخاصة بعض الفصول الواردة بمجلة الشغل هذا الى جانب دور الاتحاد في تقديم البدائل لبعض القوانين التي لم تعد تتماشى والمرحلة ووجب تنقيحها بما يضمن للعامل حقه في الشغل وايضا احترام هذا الحق عند المباشرة وحتى بعدها. من جهة اخرى وبعد العرض المفصل الذي قدمه الاستاذ القاسمي حول مشروع دستور الاتحاد اثنى المتدخلون على عمل لجنة الصياغة وعلى مضمون المشروع الذي كان شاملا وواضحا ويستجيب لمرحلة تونس ما بعد الثورة. أما بخصوص المقاربة التي قدمها الاخ عبد الكريم جراد المتعلقة بأنظمة التقاعد والفرق بين النظامين بالنسبة لصندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS) وبخاصة في احتساب النسبة المائوية النهائية لجراية التقاعد 90٪ بالنسبة للأول و 80٪ بالنسبة للثاني مع اعتماد عدد سنوات العمل والسن عند التقاعد الى جانب عدد سنوات الاعتماد عند الاحالة على التقاعد (عشر سنوات لصندوق الضمان الاجتماعي وثلاث سنوات لصندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية) هذا بالاضافة الى بعض الفوارق الاخرى. محاضرة الاخ عبد الكريم جراد كانت مبسطة وواضحة تابعها المشاركون باهتمام ودون صعوبات لانه اعتمد لغة سهلة وبعيدة عن التعقيد رغم وجود العديد من العمليات الحسابية والضوارب وغيرها من الالفاظ الفنية. اعضاء الجامعة يتقدمهم الاخ حسناوي السميري الكاتب العام كانوا في خدمة اخوانهم النقابيين المشاركين في الندوة وعملوا على تذليل الصعوبات كلما طرأت بل ان الاخ الحسناوي اعتذر لكل من حصل له اشكال او سوء تفاهم لكن وللحقيقة لم نسجل اي تذمر او اخلالات وما لاحظناه هو استحسان عقد وتنظيم هذه الندوات للاستفادة من المحاور وايضا للتعارف وتبادل الآراء حول أمهات القضايا التي تهم الاتحاد والجامعة والبلاد عموما.