كان في البلدة رجل أعمال مغمور انطلق من الصفر في تجارة اللوح والموبيليا حتى اشتد عوده وأصبح له شأن في الساحة خصوصا أن أبواب البنوك قد فتحت أمامه على مصراعيها فكال منها وشال دون رقيب أو حسيب.. فمديرو البنوك الوطنية -هكذا يسمونهم بكل وقاحة-لم يقدروا على عصيان أوامر القصر وسكان القصر وأصهار القصر...حتى أن الرجل، وحسب عشرات المصادر، تصدر قائمة من 127 مواطنا بسيطا لهفوا تحت رعاية المخلوع وزبانيته أكثر من سبعة آلاف مليار في شكل قروض ميسرة تحت عنوان واضح -قروض لا تستخلص إطلاقا-وكانت بنوك الغلبة تسجلها في حساباتها بهذا الإسم... وتوسعت بالطبع مملكة رجل الأعمال وأصبح من قمم الاقتصاد الوطني ومن أحباب الرئيس والرئيسة وطباخ الرئيس... ولما قام شباب القصرين وبوزيد وتالة بطرد الجنرال إلى صحراء آل سعود وجد الرجل نفسه عاريا وبدأت البنوك تتحرك بشكل بطيء جدا لأجل استرجاع أموالها المغتصبة والمجدولة خمسين مرة...وكان لا بد من ورقة توت جديدة تستر ما خفي من علم الله وأموال الشعب خصوصا كما تعالت أصوات الجماهير مطالبة بالحساب والعقاب وانتفض آلاف العمال التابعين لمملكته الواسعة فارضين حقوقهم المنهوبة ووقف معهم الاتحاد العام التونسي للشغل موقف المساندة والدعم... لكن الرجل لم يبحث طويلا، وكعادته تدبر الأمر ولم يجد أحلى وأروع وأجمل وأمتن من عباءات شيوخ النفط ليحتمي بها من لهيب الصراع الطبقي وحسابات الثورة المستلزمة..لكن إلى متى؟ فالثوار لا ينامون..