بالتنسيق مع المعهد العربي لحقوق الانسان بتونس استضاف الاتحاد الجهوي للشغل بمنوبة يوم الجمعة 13 جويلية 2012 وفدا مصريا نساء ورجالا ينشطون في مجال حقوق المرأة وسمحت هذه الاستضافة للوفد الضيف الاطلاع على تجربة المرأة العاملة بتونس من خلال مداخلات قدمتها كل من الأخت نجوى مخلوف منسقة اللجنة الوطنية للمرأة العاملة بالاتحاد العام التونسي للشغل والاختين وسيلة الدريدي ونعيمة النهيدي عن اللجنة الجهوية للمرأة العاملة بجهة منوبة.وتم استقبال هذا الوفد من قبل الاخوين مصطفى المديني الكاتب العام للاتحاد الجهوي ومحمد بلخير عضو المكتب التنفيذي الجهوي المكلف بالمرأة والشباب العامل والجمعيات. تاريخ وثراء استمع الوفد الضيف للاخ المديني في لمحة تاريخية عن الحركة النقابية التونسية وزعمائها كانت مشفوعة بإطلالة سريعة على واقع المرأة العاملة ونضاليتها داخل الاتحاد العام التونسي للشغل وبدا الاخ المديني مساندا للمرأة من أجل الوصول إلى مراكز القرار داخل الاتحاد العام التونسي للشغل حتى تشعر المرأة بالمساواة الفعلية بينها وبين الرجل دون تمييز او اقصاء. فيما اكد بعده الاخ صدام بن يوسف منسق المعهد العربي لحقوق الانسان على ان الزيارة الى الاتحاد تندرج ضمن تشبيك العلاقات مع الاتحاد العام التونسي للشغل وتكريس شراكة فعلية في مجالات الدفاع عن حقوق الانسان بصورة عامة وفي مجال مكافحة التمييز ضد المرأة وأشار الى ان برنامج الزيارة للاشقاء المصريين مكّن من الاطلاع على عدة تجارب في جمعيات مختلفة منها هذا اللقاء مع المرأة العاملة في منوبة ولقاءات أخرى مع جمعية النساء الديمقراطيات ومع مجموعة من النساء البرلمانيات بالمجلس التأسيسي الوطني وعمل هذا الوفد الذي يزورنا على معرفة واقع المرأة من خلال الزواج المبكر والأحوال الشخصية والميز العنصري وبناء القدرات النضالية للمرأة. المرأة شريك فاعل في الثورة أما الاخت نجوى مخلوف منسقة اللجنة الوطنية للمرأة بالاتحاد العام فقد جاءت من جانبها على لمحة تاريخية حول حضور المرأة في الحقل النقابي مؤكدة نضاليتها على المستوى السياسي واوضحت ان المرأة في تونس كانت شريكا فاعلا في الثورة وهي التي قامت بحملات توعية وتحسيس من أجل المشاركة في الانتخابات اولا ثم من أجل الترشح لعضوية المجلس التأسيسي وقالت انها اشتغلت على هذه الواجهة دون لون سياسي ثم قدمت تصورا للمرأة في الهيكلة العامة للاتحاد مطالبة بحق المرأة في سلطات القرار طبقا للمعايير والمواثيق الدولية. روافدنا التاريخية منطلقاتنا في النضال بينما أكدت الاخت وسيلة الدريدي منسقة اللجنة الجهوية للمرأة العاملة بالاتحاد الجهوي للشغل بمنوبة ان المرأة تمثل نسبة مهمة من المنخرطين في الاتحاد في القطاعات الثلاثة (الوظيفة العمومية والقطاع الخاص والقطاع العام) مما يحتم إيلاءها المكانة اللائقة خاصة على مستوى توفير الظروف الملائمة للقيام بدورها النضالي ولاحظت نقص التشريع الذي يعوق تطور المرأة في الهيكلة النقابية بما يعطّل تدرجها نحو مواقع القرار لكنها لم تحجب الارادة الاصلاحية التي رافقت حقوق المرأة سواء مع حركة التحرير الوطني أو إبان بناء دولة الاستقلال وميزت في هذا الخصوص رائد تحرير المرأة النقابي الوطني الطاهر الحداد واعتبرت تجربة تونس في هذا المجال رائدة على المستوى العربي وقالت ان هذا الارث هو الذي مازال يدفع بالمرأة للنضال من اجل حماية حقوقها ومكاسبها ومن أجل المزيد من تطويرها وتفعيلها حتى لا يبقى مبدأ المساواة شعارا وراهنت على وعي النقابيين والنقابيات عبر منظمتهم العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل حتى تتبوّأ المرأة مكانتها الحقيقية في المجتمع. ملامح من نشاط المرأة في جهة منوبة ثم قدمت الأخت نعيمة النهيدي مداخلة بعنوان «أي دور للجنة المرأة العاملة ضمن هياكل الاتحاد؟». جاء فيها بالخصوص،أن المنظمة الشغيلة وفي إطار تفعيل دور المرأة قد أولت الجانب التحسيسي والتوعوي الأهمية اللازمة حيث وضعت ضمن هيكلها اضافة الى هياكلها المسيرة ولجانها القارة لجانا استشارية: لجنة الشباب العامل ولجنة المرأة العاملة، خصت هذه الاخيرة على المستوى المحلي والجهوي والقطاعي والوطني وتعمل تحت اشراف الكاتب المساعد المسؤول عن المرأة والشباب العامل والجمعيات والذي بينت انه وفر كل الظروف الملائمة لانجاح أنشطة المرأة وادخال حركية شبابية ونسائية على مستوى العمل القاعدي بالجهة إيمانا منه بأن حياة المنظمة ومستقبلها يكمن في تفعيل دور الشباب والمرأة وبينت أن اللجنة الجهوية للمرأة العاملة بجهة منوبة حديثة العهد بالتكوين حيث وقع انتخابها لدورة ذات 3 سنوات في جلسة انتخابية من قِبَلِ النائبات عن اللجان القطاعية المكوّنة في واقع يتميز بعزوف المرأة عن النشاط النقابي والاجتماعي وأعلنت أن قطاع النسيج، قطاع الصحة العمومية، قطاع الشؤون الاجتماعية، قطاع التعليم الاساسي، قطاع التعليم الثانوي وقطاع البريد والاتصالات هي أبرز روافد هذه اللجنة التي تتركب من 7 عضوات تعملن على تنفيذ برنامج المكتب الوطني للمرأة العاملة الذي يقوم على الأهداف التالية: النهوض بأوضاع المرأة العاملة وتحقيق المساواة الفعلية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية. إلغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة. ضمان حق المرأة في العمل والاستقرار في الشغل وتحسين ظروف وشروط تكافؤ الفرص لتعزيز مشاركة المرأة العاملة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والمدنية. الدفاع عن مكاسب المرأة العاملة ودعمها وتطوير التشريعات في اتجاه ترسيخ مبدأ المساواة. تأطير المرأة العاملة ودفعها للمشاركة الفعلية في الحياة النقابية وممارسة حقها النقابي والارتقاء بتمثيليتها في مختلف الهياكل النقابية الاساسية والقطاعية والجهوية والوطنية، ثم قدمت برنامج عمل خاص بالمرأة بجهة منوبة معتبرة ان اللجنة الجهوية للمرأة العاملة مولود جديد أثرى ودعم العمل النقابي بالجهة، وان ما تحقق وأنجز من أنشطة قد ساهم في اثراء المشهد النقابي وحقق الهدف المرسوم لنشاط لجنتنا ولو نسبيا. وانتهى اللقاء بتبادل للأسئلة والاجوبة بين الزائرين وعدد من النقابيات من جهة منوبة وفي السياق نفسه حاول الاخ محمد بلخير عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي بمنوبة إفادة الزائرين بأجوبة عن بعض استفساراتهم والتي جاءت في مجملها مؤكدة على ضرورة الأخذ بأطراف تجربة المرأة في تونس عبر المزيد من تشبيك العلاقات وتفعيل الزيارات.