الوزارة شرف... والوزارة تشريف... والوزارة مكانة محترمة.. وقديما قيل فلان وصل سدّة الوزارة... فهي كلمة ومصداقية وعهد وميثاق... وليست جبّة يلبسها أيّ كان لا يملك حتى صلوحية إمضائه... بعد الذي وقع في ثلاث مناسبات مختلفة لكنّها متشابهة يحقّ لنا أن نسأل أنفسنا... هل نطالب بإمضاء معرف به في البلدية أو بحضور شاهدين حين نحصل على قرار وزاري من وزارات تعود إلى حلفاء حزب النهضة في الثلاثي الحاكم... وزير التربية جلس مع نقابات التعليم وفاوض وجادل وتملّص وتراجع ووافق وأمضى اتفاقا رسميّا يمثّل الدولة التونسية ذات الثلاث آلاف سنة... لكن إمضاءه سقط في ظرف 24 ساعة أو أقل... وكأنّه حارس مدرسة بسيط أمضى على ورقة من كراس مدرسيّ قديم.. ورغم ذلك مازال يجد ما يقوله للناس... وزير الشؤون الاجتماعية (وزير مختصّ في المفاوضات) سقط هو الآخر في هاوية... وسقط إمضاؤُه للمرّة الثانية.. في ماي الفارط فاوض رجال الرديف وأمضى رسميّا اتفاقا أسقطه رئيس حكومته وأخيرًا فاوض الاتحاد الجهوي بصفاقس حول اطلاق سراح مساجين المستشفى الجهوي وأمضى ولكن حكومته أسقطته مرّة ثانية... الوزيران من رجال بن جعفر... وبن جعفر يقول لنا يوميّا إنّه شريك فاعل في السّلطة... أسأله وأسأل وزراءه.. ماذا بقي من الشريك إذا فقد مصداقيته، وماذا بقي من الفاعل إذا أصبح مجرورًا... عجبي على مناضلي حقوق الانسان حين يصبحون رؤساء ووزراء... فهم دومًا إمّا في التسلّل أو في الزاوية...