والي سلطة النهضة وحلفاؤها في بنزرت كان نائما ولم يحرّك ساكنا اثر احداث العنف التي شهدتها المدينة وتضرّر فيها مواطنون تونسيون يدفعون الأداءات على أيدي آخرين ربّما لا يدفعون.. ومرّت غزوة بنزرت وكأن البلاد في غفوة من أمرها وكأنّ وزير الداخلية لا تهمه شؤون المواطنين في مدينة الشهداء ... ويحتمل أيضا انّه لا يعتبرهم كذلك... والي السلطة في بوزيد نكرة حتى لمن يعرفه.. جاءت به الجماعة ونصّبته على ولاية مدينة الثورة وهو غريب عن الثورة وعن بوزيد وأهلها.. تكلّم منذ أيام على شاشة تلفزة التونسيين ليقول كلامًا عن جماعة من المجرمين الذين عاثوا فسادا وتظاهروا ضدّ الحكومة وطالبوا بإسقاطها وأطرودا وكلاءَها في بعض المعتمديات مطالبين باستكمال شروط الثورة... الأخ الوالي لا يفهم في ادب الثورة ولا في شروط نجاحها ويعتبر انّ وصوله الى منصب الوالي ووصول أعرافه الى كراسي السلطة ولذّة البقلاوة هو دليل كافٍ على نجاح الثورة... أمثال هؤلاء يمكن أن يصلحوا رؤساء شعبة لا أكثر... امّا أن يكونوا في مناصب الولاة وفي مناطق حسّاسة من فئة الست نقاط فتلك طامة كبرى تدل على نوعية بعض الذين استثمروا ولاءً عائليا أو حزبيا أو بعض الأشهر في السجن أو السرية ليركبوا فرس الثورة ويشتموا مناضليها وينعتون عوائل الشهداء والجرحى بالمجرمين ويلومون اتحاد الشغل وهياكله الجهوية على موقف المساندة لمطالب الغوغاء... ادارتنا كانت لعبة في أيدي زبانية بن علي وحزب الدستور... وجاءت الثورة وانقلب الكثير وأصبحوا في صف موالاة السلطة الجديدة... وتكفّلت الترويكا بزرع الوافدين في مراكز الولاء والطاعة.. وتواصلت اللعبة بنفس الكلمات ونفس اللحن نشازا!