تحتضن تونس أيام 7 و8 و9 سبتمبر الجاري ولأوّل مرّة الدورة التاسعة للمؤتمر الناصري العام ذلك ما أعلنه رئيس حركة الشعب خلال ندوة صحفية عقدت صباح أمس بمقر الحركة. في مستهل الندوة الصحفية الدورية التي تعقدها الحركة بين محمد ابراهمي التزام حركة الشعب بالحيز الزمني المتفق عليه مسبقا لصياغة الدستور وضرورة إنهائه خلال سنة وعلى أقصى تقدير ستة أشهر إضافية منددا بتعدد المواعيد المعلنة سواء من طرف رئاسة الجمهورية أو رئيس المجلس التأسيسي او رئيس الحكومة ورئيس حركة النهضة وخاصة عدم وجود خارطة طريق واضحة ودقيقة لباقي المواعيد السياسية التي ستقطع مع الوضع الانتقالي وتؤسس حسب قوله للدولة الديمقراطية الجديدة. الخوف من الفوضى
يقول السيد محمد براهمي « أعتقد جازما أنه لا سبيل لاجراء الانتخابات في 23 أكتوبر المقبل أو الانتهاء من صياغة الدستور في نفس الموعد وقبل ستة أشهر مقبلة نظرا لوجود نقاط خلافية مهمة على غرار نظام الحكم هل هو برلماني أم رئاسي معدل وهذه النقطة قد تؤدي إلى اللجوء إلى الاستفتاء وخاصة إمكانية الوصول إلى مأزق دستوري حقيقي لذلك لا بد من العمل على أن يكون موضوع الدستور توافقيا وينأى عن الصراعات والتجاذبات السياسية والعنف الذي بدأت تظهر ملامحه في أكثر من جهة وانقاذ البلاد من فوضى محتملة».
وفي ما يخص الوضع العام بالبلاد تحدث الابراهمي عن وجود بعض النقاط الايجابية غير انه بين ان الوضع الاجتماعي يشهد حالة حرجة كغلاء الأسعار متسائلا عن الحكمة من الزيادة الاخيرة في اسعار المحروقات غير مزيد الضغط على الفئات الضعيفة وجعلها تحت رحمة الحكومة الحالية . كما ندد بالحل الامني العنيف ضد التحركات السلمية التي يعبر من خلالها الشعب عن رفضه للوضع الراهن.
وفي الجانب السياسي بين محمد ابراهمي ان المشهد السياسي يشهد حالة استقطاب ثنائي بين الحزب الحاكم ومن حوله وفلول النظام السابق التي تريد استغلال فشل الترويكا وحالة الاحتقان التي تشهدها البلاد للعودة من جديد وهو ما ترفضه حركة الشعب التي تدعو على لسان رئيسها الى توافق وطني حول امهات القضايا والتصدي للفساد بكل أنواعه على ان يدرج هذا الملف ضمن العدالة الانتقالية ولا يكون حكرا على الحكومة الحالية التي يثير تعاملها معه الكثير من الريبة والشك وأصبح معيار دخول بيت الطاعة وهو المعيار الأبرز لتحديد الفاسدين.
رسائل الى الحكومة
تدخل السيد زهير المغزاوي خلال الندوة أراد من خلاله بعث جملة من الرسائل إلى الحكومة الحالية أبرزها رفع يدها عن موضوع الإعلام ومحاولة السيطرة عليه بشتى الطرق وترك الإعلاميين الشرفاء يعملون وفق ما تفرضه المهنية وقد عاب في تدخله على الغياب المقصود لمؤسسة التلفزة التونسية عن تغطية أنشطة الحركة رغم تغطيتها لأحزاب أقل شانا منه حسب قوله. باقي الرسائل موجهة لوزارة الداخلية المدعوة كما ذكر لحماية الأحزاب والسياسيين والنشطاء في المجتمع المدني والمواطنين وعدم تجريم التحركات الشعبية وللحكومة المطالبة بتحديد خارطة طريق واضحة للمواعيد السياسية المقبلة بالتوافق بين جميع مكونات المجتمع المدني. المؤتمر الناصري العام
تحتضن تونس ولأول مرة المؤتمر الناصري العام في دورته التاسعة ايام 7و8و9 سبتمبر الجاري بأحد نزل العاصمة وهو مؤتمر الناصريين من كل الأقطار العربية وفي هذا السياق قال محمد ابراهمي: «انعقاد المؤتمر في تونس له رمزية خاصة ومن شانه ان يعطي شحنة جديدة للعمل القومي في تونس بعد ان حاربه بورقيبة وبن علي طيلة عقود كما ان هذا المؤتمر سيجدد التأكيد على أنّ الوحدة العربية ضرورة حتمية في عهد التكتلات والتغول الامبريالي والصهيوني» وحسب السيد الابراهمي فقد تعودت حركة الشعب المشاركة بصفة سرية في أشغال المؤتمر الناصري منذ سنة 2005 ، وفي إجابة لسؤال الشروق حول ضيوف المؤتمر أشار الابراهمي إلى اعتذار كل من حمدين صباحي وخالد جمال عبد الناصر من مصر لأسباب تتعلق بالوضع العام في مصر مع حضور عدة قيادات ناصرية معروفة على غرار صلاح الدين الدسوقي وعلي عبد الحميد وعلي عسكر من لبنان وخليل داود من السودان وسالم حجار من سوريا ...