بعد انقضاء قرابة سنة على انتخاب المجلس التأسيسي وأكثر من 9 أشهر على انتخاب الحكومة مازالت الاوضاع الاقتصادية لم تتحرك كثيرا بل ان البعض يرى انها تتراجع بشكل مخيف (أمور السياسة ما قال حد لحد آش علينا...) فأغلب تحركات الحكومة المؤقتة تصب في خانة الوعود والنوايا والمشاريع التي ربما ستوفر في حدود بعض الاف مواطن شغل وستنطلق «اذا قدر ربي» في غضون أشهر او سنوات لا نعرف ان كانت قمرية أو شمسية. وهي كلها في علم الغيب وتزيد في ضبابية الاوضاع وغموض المستثمرين وسرية المشهد ورغم ان غياب الوضوح والشفافية يمس من مصداقية الحكومة المؤقتة فانها تريد منا وتسعى جاهدة لان نصدقها ونعطيها الثقة في قدرتها وان نأتمنها على اقتصادنا تحت شعار «إمشي بالنية وأرقد في الثنية وقد طلب الرئيس المؤقت مدة 6 أشهر من الهدوء لتحقيق اهداف الثورة ووعد بالاستقالة ان لم تتحقق الوعودوبعد مرور قرابة السنة لم تتحقق هذه الوعود ولم يستقل. حكاية الوعود الفارغة هذه تذكرنا بمدرسة الغد وشباب الغد والمستقبل الزاهرْ والشباب الواعد والجيل الطموح «وهات من هاك اللاوي» من شعارات ما قبل 14 جانفي التي ارادت من التونسيين تأجيل حياتهم والصبر على آلامهم الى ان يأتي المستقبل وهذا الغد الذي تأخر في الوصول لنجدتنا هذا الغد الموعود يحضر الآن بقوة في سلوك وخطاب حكومة الاقربون اولى بالمعروف المؤقتة التي تأبى سوى تعيين المقربين وتوظيف القواعد «وتوزير» (إعطاء الوزارة) لابناء العمومة والقرابة. لقد كان من الاجدر الاسراع بحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية العالقة ودراسة الملفات العاجلة المطروحة بقوة والتعامل بجدية مع المطالب الاجتماعية غير ان ما حدث هو تخوين المحتجين والوعد بمستقبل باهر زاهر. ويبدو ان الجماعة وعدوهم فوعدونا ولما قامت المجموعة الواعدة وخاصة الاشقاء والاصدقاء وابناء العمنومة بالتراجع عن وعودهم اصبحت الجماعة عاجزة عن تحقيق 400 ألف موطن شغل ولم تجد حلا سوى تأجيل وعودها الى الغد الافضل رغم ان الأولين قالوا لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد. فمتى يأتي هذا الغد؟ ولانه مبهم غير معلوم وظلامي اقترح على أقوى حكومة في العالم ان تعقد جلسة خارقة في المجلس التأسيسي تعقبه باجتماع وزاري لتحدد لنا بالضبط هذا الغد «باش الواحد يعرف روحو علاش قادم».