إهداء : إلى التونسيات اللواتي شيعن الشهيد شكري بلعيد إلى الخلود ووشحن مقبرة الجلاز بالألوان والعطور والأمل... ألا امشينَ خلفي ألا اعبُرنني ألا احملنني على أكتافكن دعوني أستطيبُ عطوركن فإن أحبَّ النساء إليَّ المتعطّراتُ دعوني أتلذّذ وقع الكعب في قلبي تلك موسيقاكن الخالدة دعوني أتوهُ بين أزاهير الفساتين وفي الفساتين انتحار الفصول دعوني أستبق النبض إلى نهودكن فالنهد ركح على موجه يستريح الإله ألا امشين خلفي ألا اعبرنني ألا احملنني على أكتافكن دعوني أنامُ مطمئنًا عليكن أستقبلُ الترابَ ساجداً تحت حرير أقدامكن فما الأرض المكورةُ بالذي تكوَّر في أحشائكن إلا امشينَ خلفي واعبرنني واهدينني للثرى وفي أياديكن الطلاء وعلى شفاهكن عسل قبل مشتهاةٍ اُغمرنني بأصواتكن النزقة آهلا بالرقص قبري فإن هم شاؤوا صلّوا عليّ وفي صلواتهم قبل إغفاءة الروح سكينة الجسد وإن هم استكبروا وما صلوا عليَّ زغردن فمن الزّغاريد للطير إيحاء والطير لي خير حارس وله من جسدي الطين وله منّي الماء ولي عليه أبدية البقاء