في حادثة مشابهة تماما لما وقع يومي الاثنين والثلاثاء 29 و30 أفريل الماضي انفجر الاثنين 6 ماي لغم جديد أصاب 3 عسكريين إصابات بليغة وآخر بجروح بسيطة.. ومرة اخرى كانت الأرجل والأعين هي المستهدفة حيث اضطر أطباء المستشفى الجهوي بالقصرين المعززين بطواقم طبية عسكرية متخصصة إلى بتر رجل أحد العسكريين وإرساله على وجه السرعة إلى المستشفى العسكري على متن مروحية لمحاولة إنقاذ رجله الثانية المهددة أيضا بالبتر فيما أصيب جنديّ ثانٍ في عينه اليمنى التي قيل انها اتلفت اما الثالث فلحقته إصابات مختلفة لكنها غير خطيرة وأحيلا كلاهما أيضا الى المستشفى العسكري بما أن مستشفى القصرين لا توجد فيه التجهيزات الكافية! وقالت مصادر امنية وعسكرية أنه كان من المستحيل على الوحدة العسكرية التي أصيب عناصرها في الانفجار الأخير تفادي اللغم لأنه كان في منطقة بعيدة بأكثر من 10 كلم عن مكان الألغام السابقة التي تم قصفها وتفجيرها عن بعد بل انه انفجر في مكان مرتفع قريبا جدا من قمة الجبل حيث المبنى الذي يحتضن وحدة الارسال التلفزي والاذاعي بالشعانبي.. كما ان المواد التي صنعت منها الالغام وهي البلاستيك والامونيتر ومادة شديدة الانفجار تجعل من اجهزة رصد الألغام وكلاب فرقة الأنياب التي تساعد في عمليات التمشيط عاجزة عن كشفها.. وامام هذا التطور الخطير في استراتيجية المجموعة الارهابية تم إدخال تغيير في الاستراتيجية المتبعة من قوات الجيش. وهي إيقاف التمشيط الأرضي بواسطة أجهزة رصد المتفجرات وفرق الأنياب في الاحراش والمرتفعات المؤدية الى قمم الشعانبي المتعددة خوفا من وجود الغام اخرى خصوصا بعد التأكد من أن المواد المصنوعة منها وطريقة اخفائها لا تسمح باكتشافها وحتى لا تحصل اصابات اخرى مع تمركز الوحدات في الأماكن التي وصلتها وثبت خلوها من الألغام والاعتماد على الطلعات الجوية بالمروحيات لاستكشاف كامل جهات الجبل ورصد اية تحركات مشبوهة. ومن التطورات الاخيرة في هذا الملف ما ذكرته جريدة الصباح في نشرتها يوم الاربعاء 8 افريل من ان احد سائقي سيارة نقل ريفي لاحظ ان امرأتين منقبتين قدمتا معه اشتبه في كونهما من جنس الرجال نزلا في المحطة القريبة من مفترق حي الزهور واتجها قرب محكمة الناحية ومقر«الكنام» فسارع بابلاغ الامن بشكوكه وعلى الفور حلت وحدات من الشرطة والنظام العام وقامت بتطويق المنطقة والقيام بعمليات تفتيش واسعة للبحث عنهما لكن لم يقع العثور عليهما وحسب مصادر من النقابة الأساسية للأمن بالقصرين فأن المشتبه فيهما نجحا في الفرار وان عدة شهود عيان أكدوا من خلال صوتهما وطريقة تحركهما انهما كانا رجلين يختفيان في ملابس نسائية ويخفيان وجهيهما بنقابين، لكن وخلافا لما تردد في المدينة من انه القي القبض على احدهما ومعه رشاش «كلاشينكوف» فإن المصدر الأمني نفى ذلك بصفة قطعية وقال إنها مجرد إشاعات. ووفق شهود عيان من متساكني قرى صحراوي وبوشبكة وعين جنان فان هناك وحدات مكثفة من الجيش الجزائري متواجدة على الناحية المقابلة للأراضي التونسي تقوم بعمليات تمشيط على مدار الساعة بواسطة المروحيات المقاتلة وان هناك حالة استنفار واضحة في الشريط الحدودي لمحاصرة ارهابيين يحتمل دخولهم إلى الأراضي الجزائرية، ولا يستبعد عند الاقتضاء القيام بعملية مشتركة مع الجيش التونسي لتعقبهم والقضاء عليهم خاصة أن عمليات التنسيق بين الطرفين جارية بشكل يومي تحسبا لاية تطورات جديدة ووصف العميد مختار بن نصر المجموعات الارهابية التي حاولت تأسيس مكان لها بالشعانبي بأنها «بدائية». وقد حاولت هذه المجموعات صنع الألغام بطريقة تقليدية وهي تشتغل بالدوس... وقد تم استعمال وسائل جديدة منها استعمال النيران لاكتشاف هذه الالغام. بدوره تحدّث السيد محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية عن إحباط وزارتي الدفاع والداخلية لمخطط ارهابي استهدف الدولة التونسية. وقال إن العملية انطلقت منذ 6 ديسمبر بعد إلقاء القبض على 6 أشخاص. وأشار إلى انه تم إلقاء القبض على 37 شخصا من المورطين بصفة مباشرة وغير مباشرة في العملية ومنهم الموجودون بالجبل والممولون والمساعدون بالمؤونة والدعم. وأكد ممثل وزارة الداخلية أن الوحدات الأمنية والاستخباراتية والشرطة الوطنية قد تعرفت على المورطين بالاسم والجنسية.. وتم حجز التجهيزات. وأضاف بأن تونس ليست في معزل عن المحيط الإقليمي وما يجري في ليبيا والجزائر. وقال : «لدينا خطر إرهاب.. لكن علينا أن لا نهوّل ولا نهوّن طبيعة المخابئ...» وقال العميد مختار بن نصر إن التواجد في الجبل كان لأهداف التدريب وصنع قاعدة لوجستية خلفية تكون مأوى آمنا من ماء ومؤونة وأدوية وأماكن استراحة. وأضاف بأن تفتيش المكان يعني إنهاء التصوّر الذي وضعته هذه المجموعة والتي تنتمي الى كتيبة عقبة بن نافع من القاعدة.. وأنه تم ايقاف هذه المرحلة ولن يمرّوا إلى المرحلة الموالية... وأنه تم قطع الطريق عليهم. كما ذكرت مصادر امنية أن هذه العملية ليست معزولة عن العثور عن أسلحة في المنيهلة وأسلحة ببن عروس وعملية بئر علي بن خليفة.. كما تم حجز أسلحة بكميات كبيرة ترتبط بهذه الأحداث وأن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية تعمل بمجهود كبير لإحباط العملية ومنع «تعشيش» الارهاب. وتم التأكيد على أن عمليات التمشيط لم تنطلق حديثا وإنها انطلقت بعد عملية عين نبرق بجبل الرصاص. واكدت هده المصادر على أنه تم حصر كل الكهوف والمغاور والمنازل المهجورة وهي تحت المراقبة المستمرة. و في السياق ذاته ذكر مصدر صحافي أن الإرهابيين كانوا على الأرجح متحصنين داخل مغارة بجبل الشعانبي الذي يحتوي على نحو 260 مغارة، ولتحصين أنفسهم والتفطن إلى قدوم عناصر أمنية أو عسكرية نصبوا كوخا بدائيا للتمويه والتضليل وزرعوا بمحيطه بعض الألغام المضادة للأشخاص قصد مهاجمة أية دورية وإيجاد الوقت الكافي للفرار.