بالنظر إلى حجم التجاوزات والانتهاكات التي ارتكبها العمدة السابق المحال على التقاعد واعمال القهر والاذلال التي مارسها لعقود على مواطني الجهة فانه كغيره من فاسدي المنطقة لم يقدّم الى العدالة بعد ولئن كان الاعتقاد سائدا بانه سيتم على الاقل القطع مع الماضي في مسألة التزكية والتعيين الفوقي دون مراعاة الارادة الشعبية فان الظنّ قد خاب وغاب مبدأ انتخاب العمدة او على الاقل حسن الاختيار والوفاق في تسميته اخذا في الاعتبار المستوى العلمي والشهائد المتحصل عليها ما يُيسّر عليه اداء مهامه حيث استعملت الطغمة الحاكمة اليوم نفس اساليب التجمّع المقبور في تنصيب العمدة الجديد ناهيك انه تمّت تزكيته دون النظر الى بقية ملفات المترشحين ومنهم من يحوز على مستوى علمي مرموق ولم ينخرط في منظومة الفساد المالي والاجرام السياسي في نظام المخلوع فضلا عن القبول الشعبي الذي يتمتع به بيد ان ممثلي العصابة الزرْقاء الحاكمة الذين تحالفوا مع رواسب الماضي وبقاياه المافيوزية وقفوا وساندوا مرشحا دون غيره فما كان من معتمد الغربية سوى السّمع والطاعة ويأتي هذا التعيين المسقط في اطار المساعي المحمومة للسيطرة على المجتمع وتسريع قطاع الأسلمة تمهيدا لتوجيه العملية الانتخابية المقبلة وكلنا نعرف الأدوار القذرة التي يلعبها العمد في هذا المجال ومن افرازات هذا القرار المرتجل احتدام مشكل الحضيرة بالمنطقة الذي بات عبارة عن صدقة ومنّة توهب إلاّ لمن يدينون بالولاء للعمامة الزرقاء ومشتقاتها اضافة إلى الحيف في اسناد المساكن الاجتماعية ومنح العائلات المعوزة وغيرها... لان العمدة الجديد لا يملك سلطة القرار بل يأتمر بأوامر وتعليمات السلطة بالجهة حتى لا ننسى فإن العصابة الحاكمة قامت بتعيين كل اتباعها من المساجين السابقين في مناصب محترمة بولاية حتى من قضّى بضعة أشهر فحسب خلف القضبان في المقابل اقصت كل المساجين السياسيين التابعين لتيارات وفصائل سياسية اخرى وهو امر غير مستغرب من هذه الشرذمة الحاكمة التي قالت بانها تريد تحقيق الوحدة فقسّمت البلاد إلى اخيار وأشرار وكفار ومؤمنين وقالت بانها ستصُون الحرية فكمّمت الافواه وقالت بانها ستحكم بالتشاور والوفاق فكانت سلطة محاصصة حزبية تقتسم المصالح والغنائم وقالت جئنا من أجل كل ابناء الشعب ولكنّها أثبتت سلطة الحزب الواحد والقائد الواحد الأوحد الذي لا شريك له وقالت سنحكم بالحق والقانون وبما انزل الله فحكمت بالقتل والاغتيال والارهاب والاغتصاب والسحل والرشّ وبآيات النفاق الايديولوجي والميليشيات الزرقاء حتى انتهت الى تحويل الدولة التي لم تسقط يوم 14 جانفي الى اخرى ممزّقة فاشلة ومنهوبة يرتع فيها الفاسدون والمجرمون والعملاء والخونة ممن يدينون بالولاء لعمائم الشيطان بقيادة سيد الدّجل الذي لم يخلق اللّه شريرا بمثله من قدرة على الجمع بين الخيانة والخبث والعمالة بشكل يجعلنا نعرف انّ للنفاق آية واحدة وللاجرام عنوانا واحدا يقبع في مونبليزير واليوم مطلوب من كل الشرفاء والوطنيين التحرك القوي لاجبار السلطة على التراجع في كل التعيينات المشبوهة والمريبة والتصدي بكل حزم لهؤلاء الطائفين والمأجورين الذين لم يكتمل ثأرهم ضدّ تونس وسيرتكبون كل جريمة في سجلات الحقد والكراهية والبغاء الفكري والزّنى الحضاري والنّهب الاستعماري فلا يجب ترك الجريمة تتم ولا يجب ان نستطيب دور المتفرّج على عمائم الشرّ وهي تستبيح تونس وتحوّلها الى مستنقع للخراب والفشل والفساد والحقد وحقلا للموت والرعب والوحشيّة.