مثل مطلب تركيز مركز للفنون الدرامية والركحية بمدينة القيروان مطلبا ملحا وأساسيا لمسرحيي ومثقفي الجهة منذ سنوات، باعتبار أن جهة القيروان تزخر بالخبرات والمواهب المسرحية التي بقيت مهمشة طيلة عقود من الزمن وهو ما ساهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في تهميش المشهد المسرحي والثقافي في مدينة القيروان وتصحره ب«هجرة» أبنائها من المبدعين إلى المدن «المركز» وانقطاع البعض الآخر، لتعيش المدينة وجها آخر من وجوه التهميش، وهو التهميش الثقافي إلى جانب جوانب التهميش الأخرى المتعلقة بالتنمية والجانب الاقتصادي. وفي خطوة احتجاجية، نفذ مجموعة من المثقفين والمسرحيين بمدينة القيروان وقفة الاحتجاجية أمام المركب الثقافي أسد ابن الفرات خلال الأسبوع الماضي وقفة احتجاجية على خلفية ما اعتبروه إخلالا لوزارة الثقافة بالتزاماتها بعد أن وعد وزير الثقافة بانطلاق مركز الفنون الدرامية والركحية بالقيروان منذ 27 افريل الفارط خلال افتتاح مهرجان ربيع الفنون بالقيروان. وقد أصدر المحتجون بيانا عبروا فيه على ضرورة الإسراع بالإعلان عن نشاط المركز، كما عبروا في نفس البيان عن رفضهم لأي تعيينات على أساس الولاءات الحزبية أو الشخصية، مؤكدين على أن تكون هذه التعيينات من الكفاءات من القطاع المسرحي ومن أبناء الجهة مع ضرورة توفير الدعم المادي والمعنوي الضروري لانطلاق نشاط المركز. وإثر هذه الوقفة الاحتجاجية أصدرت وزارة الثقافة بلاغا توضيحيا أكدت فيه أن إحداث مركز للفنون الركحية بالقيروان مثل مطلبا ملحا طالما طالب به مثقفو الجهة وخاصة الأسرة المسرحية بها وقد تجاوبت معه الوزارة بكل إيجابية رغم الظرف الصعب. وأشار البلاغ إلى أن الوزارة قد بادرت خلال شهر ماي الماضي إلى تخصيص فضاء بالمركب الثقافي أسد ابن الفرات بالقيروان لاحتضان نواة المركز وقامت بتهيئته بكل المستلزمات الضرورية والوظيفية و الفنية. كما جاء في البلاغ أن موضوع اختيار مدير المركز كان محل مشاورات مكثفة بين مثقفي ومسرحي الجهة وهي موثقة في محاضر جلسات وقد أفضت إلى حصول اتفاق على جملة من الأسماء من أبناء الجهة ممن يشهد لهم بالكفاءة والنزاهة والحرفية وستأخذ الوزارة بعين الاعتبار هذا الأمر لدى تعيينها الإدارة التي ستشرف على تسيير هذا المركز. وأكدت الوزارة انه بعيدا عن منطق الأسماء فإنها حريصة على العمل مع الإدارة المقبلة التي ستشرف على هذا المركز لوضع مشروع فنّي ومسرحيّ يسهم في دعم الفن الرابع في جهة القيروان ويعزز من مكانتها كمنارة للمسرح التونسي. وحسب ما تواتر من أخبار حول إدارة المركز فانه من المنتظر أن يتم الاختيار بين الدكتور والمخرج المسرحي وعضو نقابة مهن الفنون الدرامية سامي النصري والممثل وعضو اتحاد الممثلين حمادي الوهايبي وكلاهما من أبناء ولاية القيروان ومن الناشطين المسرحيين فيها. ومن المؤكد أن تعلن وزارة الثقافة عن اسم مدير المركز خلال هذا الأسبوع. ومن المنتظر أن يكون انطلاق المركز متزامنا مع بداية الموسم الثقافي الجديد وأساسا مع فعاليات الدورة المقبلة لأيام قرطاج المسرحية التي تلتئم في شهر نوفمبر القادم، وهي المرة الأولى التي ستحتضن فيها مدينة القيروان عروض هذه التظاهرة. هذا و تعاني مراكز الفنون الدرامية الركحية بالكاف وقفصة و صفاقس ومدنين من غياب نص قانوني ينظمها و ينظم نشاطها وهو ما يدعو إلى سرعة معالجته لتفادي هذا الفراغ التشريعي الذي لم يعد مقبولا بالمرة و قد أكدت وزارة الثقافة أنها ملتزمة بإصداره قبل موفى السنة الجارية.