كان يتبنى أفكاره ويدافع عنها منذ زمن طويل، و كان عرضة لشتى أنواع التضييقات. اعتقد ان ثورة 14 جانفي ستتيح له التمتع بحريته في تبني الأفكار التي يؤمن بها ، أيا كانت هذه الأفكار . لكنه فوجئ بحكم قاس : سبع سنوات سجنا بالتمام والكمال . اتهمته المحكمة بالتجاهر عمدا بفحش وترويج نشريات وكتابات أجنبية المصدر وغيرها، من شأنها تعكير صفو النظام العام والنيل من الأخلاق الحميدة والإساءة للغير عبر الشبكات العمومية للاتصالات. ما أكثر التهم، وما أسرع الحكم، و ما أعجل التنفيذ حين يكون الحاكم منسجما جدا إلى حد ترك نص الحكم إلى غيره ! صمت مدافعو حقوق الإنسان أو يكادون عن القضية . فهم يخلطون هذه الحقوق ببعض من خمير السياسة . أجابه واحد منهم بإنسانية لا نظير لها « من الأفضل أن تهرب بجلدك لتفادي الحبس « لأنك اعتديت بصورك على القداسة في زمن صارت فيه ملكا مسجلا للدولة المؤمنة !». في حين غابت ردود الفعل الدبلوماسية عن التنديد بالمحاكمة. تكلم السفير الأمريكي بتونس ليقول إنهم يتحركون في الكواليس التي لم يغادروها إلى حد الآن . ...شخص واحد أنصف الماجري وفهم حالته على الوجه الصحيح ،ذاك الذي قال في المحافل الدولية الأمريكية في زيارته الأخيرة أن أفضل مكان لمن يطالبون بهذا النوع من الحرية هو السجن حماية لهم من السوء . فالدولة ضمنت حياة الماجري وقوته وراء الأسوار . شكرا سيدي الرئيس على وفائكم لمبادئ حقوق الإنسان التي تربيتم عليها ، فبفضل دولتكم أصبح السجن أفضل ملاذ لانصار الحرية . يا له من تقسيم عادل للأدوار. شكرا سيدي الرئيس مرة اخرى على هذه اللفتة الكريمة ، لقد صارت تونس بفضلكم أجمل وأرحب : أنتم تدافعون عن الحرية في القصور ونحن ننتفع بمزاياها في المعاقل والسجون .