وصلنا بكل أسى وحسرة نبأ وفاة القائد النقابي الفلسطيني الاخ الاستاذ صبري بدر الذي عرفناه بشكل خاص عضوا للأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب مكلفا بالاعلام. وقد زارنا الفقيد عديد المرات في تونس وكتب الكثير من المقالات على أعمدة جريدة الشعب، وكنا كلما زرنا دمشق الا ورحب بنا وأحسن ضيافتنا. وقد كان الفقيد شديد الاطلاع على اوضاع الفلسطينيين في الداخل والشتات وحريصا على ملاحقة اخبار القضية والعمل على اشهارها وبذل الجهد من اجل حلها وتجاوز صعوباتها. وقد كان رحمه الله شديد التعلق بالعودة الى فلسطينالمحتلة ومناصرا قويا لهذا المطلب، متمسكا الى ابعد الحدود بعروبة القدس ومتعلقا شديد التعلق باستقلال فلسطين وتحرير اراضيها من الاحتلال الصهيوني واقامة دولتها الحرة في عاصمتها القدس. لكن ها ان الموت حال دونه ودون تحقيق هذا الحلم، فلعل ابنه صديقنا زياد وأبناء زياد يستلهمون من نضالية الاستاذ صبري ما يساعدهم وبقية الاخوة الفلسطينيين على تحقيق المرغوب. رحم الله الفقيد العزيز ورزق اهله وذويه والاسرة النقابية الفلسطينية والعربية جميل الصبر والسلوان. كلمة رثاء غيب القدر وجه القائد النقابي «صبري بدر» الذي وافته المنية ظهر يوم الثلاثاء بتاريخ 17/7/2007، بدمشق عن عمر يناهز الخمسة والسبعين عاما، بعد مرض عضال، اقعده عن الحركة ولم يقعده عن الفكر والكتابة عن مسيرة الحركة النقابية. لقد أمضى «أبو زياد» رحمه الله، سني عمره وزهرة شبابه بعد خروجه من بلدته سعسع (صفد) اثر نكبة عام 1948 مناضلا وطنيا، وقائدا في جبهة تحرير فلسطين «ج. ت. ف» وكادرا متقدما في حركة (فتح) بعد اندماج الجبهة مع الحركة، وهو من المؤسسين لاتحاد عمال فلسطين، وهو عضو في المجلس الوطني الفلسطيني لدورات عديدة، وممثل لاتحاد عمال فلسطين في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب لمدة 25 عاما، وقد تلقى تعليمه في مدارس وجامعات دمشق، ونال الاجازة في الحقوق. أخى أبو زياد.. ان غيّبك القدر، ولا اعتراض على مشيئة الله، فلن تغيب عن ذاكرتنا وقلوبنا وعن محبيك وكوادرك النقابيين، الذين انتهلوا من خبرتك زادا ومعرفة لمسيرة الحركة العمالية الفلسطينية، التي بذلت جهدا مع اخوانك لرفعة وبناء شأن الحركة العمالية الفلسطينية، والدفاع عن الحقوق العمالية والقضية الفلسطينية في المحافل العربية والدولية. لقد خسرتك يا أخي الحركة العمالية الفلسطينية والعربية، فالى جنات الخلد، اهنأ قرير العين، وان كنت قد رحلت فان مآثرك مازالت باقية، وعزاؤنا برحيلك انك قد تركت جيلا من النقابيين والمناضلين تربوا على الفضيلة والاخلاق الحميدة، وحب الوطن، وحفظ الامانة، وانت الذي قلت لنا في احدى جلساتك قبل شهرين من رحيلك بمنزلك في مخيم اليرموك: «القائد النقابي الذي لم يترك بصماته في مسيرة الحركة العمالية سينساه العمال والتاريخ»... «ان وحدة الحركة العمالية الفلسطينية هي الارض الصلبة والركيزة الاساسية لثورة الشعب ومسيرة النضال» وفاء القيادات النقابية المتلاحقة لمن سبق منهم سيبقى مبدأ اساسيا في الحركة العمالية الفلسطينية». محمد بدران / أبو أسامة الامين العام المساعد للاتحاد الدولي