أتيت الينا ياعيد والليالي مقابر، تلف زوايانا وتملأ نهرنا صخورا في الأحزان لا تسافر ففتشت في أوكارها عن حكاية عسى تنسيني المآسي فلم أجد غير هذه الآهات والزّفرات ف والعمال الكادحون في الوحل مطرودون ... مسرحون من مواطن رزقهم قهرا دون سبب ولا تفسير؟ كيف عدت يا عيد ... وجيوب العمال الكادحين مهترئة ... مثقوبة ... وقفتهم صارت ضربا من الخيال؟! فما بالك بالملبس ... أو المسكن ... كيف لي أن أكون سعيدا يا عيد ... وداء الحسد والكراهية البغضاء وبذاءة اللسان عمت بني الاوطان ... وهُمشت سواعد العلم والمعرفة والبناء والعدل والحرية وسماحة الاعتدال والوصال ...؟! ف ... وطغمة الظلامية والتعصب والشدّ الى الوراء تنخر ربوعنا من الخليج الى المحيط. فما عدت يا عيد ... وهناك في فلسطين والعراق ولبنان والسودان والصومال أخوة بلا أمن ولا عزة ولا كرامة ولا حتى رغيف ... ولا بيت يحضنهم ... يحميهم مهمّشين ... هائمين تنهش أجسادهم الأمراض والأوبئة... فما عدت عيدا ... يا عيد والدبابات والصواريخ والطائرات تحرق وتسوي القرى أرضا بدماء النساء والأطفال والشيوخ ... على مدار الساعة والايام والاسبوع ... لا لشيء إلا لأن القدر انبتهم وبعثهم في تلك الأرض المقدسة ... وأهلي هناك في ربوع الخراب ... بأمر زبانية الحرية والديمقراطية ... لقمة للرعب والمرض ... لقمة للذئاب البشرية ... والموت الرهيب. كيف تعود يا عيد وقد كتموا أفواه النساء ودمرو الكنائس والمساجدودنسوها وقتلوا القديسين والأيمة الورعين ... والجرحى والمصابين باسم حرية الانسان ... والاوطان ...؟! وقد ذبح فيك الرئيس والمرؤوس من الوريد الى الوريد ...!؟فما عدت عيدا ... يا عيد ووطني الكبير مجزأ مشتت الى كونتنات بمختلف الأولوان هذا يحج الى البيت الأبيض وذاك الى الساحة الحمراء والآخر الى الصفراء والآخر الى الإليزي وهذا الى القصر الملكي ... والمهانة والتخلف والفتنة تعلو الجميع ...؟؟! لهذا ولاشياء أخرى ما عدت عيدا ... يا عيد ساواصل السير على جسر الاسى وأثابر جامعا حلمي الجميل بالعيد في بقايا وجودي...