سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إنتخاب الأخ عبد السلام جراد عضوا في مجلس رئاسة المؤتمر المؤتمر التأسيسي للاتحاد النقابي الأممي
الأخ عبد السلام جراد : التخفيض من حدة مديونية بلدان الجنوب ومقاومة مظاهر الحيف ونشر
بحضور أكثر من ثلاثة آلاف نقابي يمثلون القارات الخمس الى جانب عدد هائل من الاعلاميين من كافة انحاءالعالم وضع على ذمتهم المؤتمر كل وسائل الاتصال الحديث من أنترنات وفاكس وغيرها.. وقد تبلور حسن التنظيم والحضور المتميز للنقابيين من كافة انحاء العالم كنواب ومراقبين وضيوف ونقابيين منتسبين. المؤتمر حضره الأمناء العامون السابقون للسيزل على غرار انزو فريز وبيل جردون وترأسه ممثل فريق العمال في منظمة العمل الدولية تروثمان وتداول على احد الكلمة فيه رئيس النمسا فيشر قي ريدر وايميليوقيا وغيرهم من الزعماء النقابيين. وقد سبق انعقاد تأسيس الأممية النقابية انعقاد المؤتمر 19 للسيزل الذي ترأسه رئيسة السيزل (Borrou) والرئيسة السابقة لاتحاد عمال استراليا وفي نفس اليوم اي 31 أكتوبر 2006 انعقد المؤتمر 27 للاتحاد العالمي للعمل وقد وقع حل المنظمتين لتصبحا ضمن مكونات الأممية النقابية الجديدة والتي تضم كذلك منظمات نقابية قطرية من انحاء العالم ويحضره الأمناء العامون السابقون للسيزل وعدد من أمناء الحركة النقابية العالمية.. اشغال المؤتمر تواصلت على مدى ثلاثة ايام في مركز المؤتمرات بفيانا العاصمة النمساوية... الأخ عبد السلام جراد القى في المؤتمر العام كلمة ابرز فيها ضرورة دعم التضامن من النقابي العالمي وجاء فيها ... «يسعدني في البداية أن أنقل إليكم تحيات مناضلي ومناضلات الاتحاد العام التونسي للشغل وتمنياتهم بالنجاح لهذا المؤتمر النقابي العالمي الذي يبشر بميلاد منظمة نقابية عالمية كبرى نأمل أن تكون في مستوى انتظارات عمال العالم المتطلعين الى عولمة التضامن النقابي لمواجهة تحديات العولمة الاقتصادية. إننا اليوم نطوي نهائيا صفحة الصراعات الايديولوجية التي شقت الحركة العمالية العالمية وعصفت بوحدة النقابيين على مدى عقود طويلة، وندشن حقبة تاريخية جديدة قوامها تجانس المصالح والأهداف بين كافة عمال ونقابات العالم. والاتحاد العام التونسي للشغل الذي راهن منذ انبعاثه سنة 1946 على التضامن النقابي العالمي وتحمل مؤسسه الشهيد فرحات حشاد مسؤوليات قيادية في صلب الحركة النقابية العالمية لم يتردد في الانخراط في هذا المسار التوحيدي وساهم بآرائه ومقترحاته في بلورة أهداف المنظمة الجديدة وقانونها الأساسي. أننا اليوم لا نبني منظمة نقابية عالمية موحدة فحسب، وإنما نؤسس لميلاد مشروع نقابي عالمي جديد يحمل رؤية مغايرة للعولمة السائدة، رؤية تؤمن بأنه من الممكن إرساء عالم جديد خال من الفقر والظلم، عالم يحدّ من الفوارق الشاسعة بين الشمال والجنوب ويرسي نظاما تجاريا أكثر عدلا ويوفر الاستثمار وفرص التشغيل بالبلدان النامية ويخفف عنها عبء المديونية بما يعيد الأمل لشبابه الطامح الى العمل اللائق ويزيل عنه أوهام الهجرة ويحميه من نزعات العنصرية والتهميش. إن عمال العالم ومنظماتهم النقابية يعلقون آمالا عريضة على هذا الصرح النقابي الجديد لتحقيق انتعاشة كبرى للحركة العالمية تخول لها البروز كقوة اجتماعية فاعلة على الصعيد الدولي تستقطب حولها مختلف مكونات المجتمع المدني المناهضة لليبرالية المجحفة. إن قرارنا ببعث كنفدرالية عالمية موحدة يتيح لنا فرصة ثمينة لرد الاعتبار لمكانة النقابات ودورها الطلائعي في عالم الشغل وفي مجمل التحولات العالمية. ولكي نتمكن من ذلك يتوجب علينا الانخراط الفعلي في النضال من أجل عالم مستقر تسوده الديمقراطية وحقوق الإنسان وتصان فيه كرامة الشعوب في كنف الشرعية الدولية. وثقتنا كبيرة بأن الكنفدرالية الجديدة ستوظف كل ثقلها العالمي للإسهام في اشاعة ثقافة السلام وفض النزاعات الإقليمية وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وإنهاء احتلال العراق والأراضي العربية المحتلة وإقامة شراكة مثمرة مع الحركة النقابية العربية تعزز قدرتها على النهوض بالعمل النقابي الديمقراطي والمستقل لا سيما بمنظمة الشرق الأوسط التي هي بحاجة أكثر من أي منطقة أخرى في العالم الى تفهم المجتمع الدولي لظروفها الصعبة في ظل واقع الاحتلال المدمر للتنمية والمغذي لليأس العنف. أن السلام هو المناخ الملائم لتحقيق مجمل الأهداف التي رسمناها لهذه المنظمة الناشئة وهو السبيل لتوطيد جسور التفاهم بين سائر الثقافات، وأملنا كبير في أن يكون لمنظمتنا دور حاسم في مقاومة كل مظاهر الحيف ونشر مبادئ المساواة والتعاون بين سائر شعوب وبلدان العالم». مصادقة وقد صادق المؤتمر في جلسته الافتتاحية على قائمة المنظمات الأعضاء المؤسسين بالاتحاد الأممي الجديد والتي تضم 307 منظمة تسعون منها تنحدر من الاتحاد العالمي للعمل و217 من الاتحاد العالمي للنقابات الحرة (السيزل) ومن ضمنها الاتحاد العام التونسي للشغل وبذلك يصبح مجمل عدد العمال المنخرطين بهذه المنظمة الأمميةالجديدة حوالي 166 مليون عامل. كما حضر المؤتمر عدد كبير من المنظمات الدولية الحقوقية والانسانية والنسائية والشبابية وتلك التي لها اهتمام اجتماعي واقتصادي ومن بين هذه الهيئات منظمتي العمل الدولية والعربية والمنظمات النقابية المهنية الدولية والاتحاد العالمي لأصحاب العمل وممثلين عن منظمة الأممالمتحدة والهيئات التابعة لها .. اضافة الى عدد كبير من المنظمات الدولية غير الحكومية الممثلة لمؤسسات المجتمع المدني، كما حضر المؤتمر الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب والاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي. أفلام تسجيلية وموسيقى النمسا بلد الموسيقى دون منازع، منها مرّ موزار وبيتهوفن وغيرهما، ولذا كان المؤتمر 19 للسيزل والمؤتمر 27 للاتحاد العالمي للعمل اللذين انعقدا يوم 31 أكتوبر 2006 لحل انفسهما والموافقة على تأسيس الأممية النقابية الجديدة مناسبة لعروض موسيقية سمفونية اسعدت الحاضرين وأكدت عمق الثقافة الموسيقية لهذا البلد نفس الشيء حصل أيضا يوم المؤتمر التوحيدي حيث تم عرض اشرطة تسجيلية حول العمل وظروفه في انحاء العالم ونضال النقابات من أجل العمل اللائق والحق النقابي والمساواة ومحاربة عمل الاطفال . وقد كانت اشرطة وثائقية وتسجيلية ذات حرفية عالية ابرزت تاريخ وحاضر العمل النقابي في العالم .. هذه العروض كانت تنتهي دوما بترديد نشيد الأممية قفوا يا عمال العالم.
من أجل مكان بين الكبار اتصالات وفد الاتحاد برئاسة الأخ عبدالسلام جراد لم تنقطع منذ وصوله الى فيانا، فقد التقى بالوفود العربية والافريقية ثم كانت له عديد اللقاءات مع الاتحادات النقابية الصديقة من أوروبا وآسيا والقارة الأمريكية. وقد كانت هذه اللقاءات مناسبة للتشاور وتوحيد بعض المواقف وبخاصة فيها يتعلق بالقانون الاساسي للأممية النقابية الجديدة وبالقضايا القومية لأمتنا العربية وللتباحث حول برنامج عمل المنظمة الجديدة وتركيبتها القيادية. الوفد النقابي التونسي يعمل من أجل أن يكون الاتحاد متواجدا في أعلى المراكز القيادية للأممية النقابية والتي يتوجب عليها انتخاب 60 عضوا سيشكلون مجلسها العام الذي سيعوض الهيئتين التنفيذيتين للسيزل والاتحاد العالمي للعمل هذا المجلس المنتخب سيتولى قيادة هذه الاممية الناشئة على مدى السنوات الاربع القادمة اختيار قيادة الاممية النقابية لن يخضع هذه المرة لاعتبارات تاريخية لان كل النقابات الموّسعة والتي يتجاوز عددها الثلاثمائة لها نفس الشرعية التاريخية ولذلك فإن التواجد بالمجلس العام سيكون حسب اشعاع المنظمات ومدى اقتناع بقية نقابات العالم بنضاليتها واستقلاليتها وقيمة مساهمتها في دفع العمل النقابي في العالم. لن تكون المهمة سهلة امام الوفد النقابي التونسي لاشتداد المزاحمة والتنافس ولكن مكانة الاتحاد ونضاله على الساحتين الوطنية والدولية وما انجزته بلادنا على صعيد الحوار الاجتماعي وبخاصة تصديقها أخيرا على الاتفاقية 135، تمثل اوراقا رابحة للاتحاد في معركته التي يخوضها في فيانا من أجل مكان بين عمالقة النقابة في العالم. كل التفاصيل ومساهمة الاتحاد في المؤتمر في عددنا القادم. العيفة نصر و عبد اللطيف العكرمي