بحضور السيد عبد القادر الزيتوني المنسق العام لحزب تونس الخضراء في مؤتمر حزب الخضر الاوروبي بجنيف عبر الناطقان الرسميان عن انشغالهما بالوضع في تونس وما ينجر عن هذا من عدم الاعتراف الرسمي بحزب تونس الخضراء من طرف السلط التونسية ولقد قال اولريك لوناتشيك إن حزب تونس الخضراء هو الحزب الوحيد الذي يعترف به حزب الخضر في اوروبا كباقي الاحزاب الخضر الاوروبية. ان رفض وزارة الداخلية الاعتراف الشكلي بوجود حزب تونس الخضراء منذ سنتين هو موضوع مشاغلنا بما ينجر عنه من عدم الحماية القانونية لحزب تونس الخضراء. كما قال الناطق الثاني فيليب لمبرتس إن منح «تأشيرة هدية» من طرف وزارة الداخلية لما يسمى ب «الخضر من اجل التقدم» الذي يسيره نائب برلماني وعضو الحزب الليبرالي يشكل انشغالنا العميق وينال من مصداقية اصحاب هذا القرار ومن مرجعيتهم الديمقراطية. إن عملية السطو غير المسبوق ضد رفيقنا الذي يشرفنا في المؤتمر وضد حزب تونس الخضراء هي مسألة تتطلب النظر فيها مباشرة مع السلط العليا في تونس وينجر عن هذا ارسال بعثة لحزب الخضر في أوروبا لكي تتجلى الامر وتتطلع على الظروف الاجبارية التي يعمل فيها الحزب الشقيق. بعد اختيار الحكومة رسميا الطاقة النووية كطاقة بديلة ما هو موقفكم ؟ لقد تم الاختيار رسميا من طرف الحكومة مبدأ استغلال الطاقة النووية من أجل انتاج الطاقة الكهربائية. ولقد بدأت الشركة الوطنية للكهرباء والغاز منذ شهر جوان 2006 (انظر بيان حزب تونس الخضراء- لا للطاقة النووية نعم للطاقة البديلة المتجددة بتاريخ 5 جوان 2007 في تهيئة الرأي العام لذلك مع أن هذه الشركة ليست مؤهلة كمؤسسة لإقناع الرأي العام بهذا الاختيار الخطير . وها هي الحملة الاعلامية متواصلة ونحن نقرأ هذه الأيام بعض الكتابات الصحافية السطحية وكأن الأمر لا يهم حياة المواطنين وأمنهم وصحتهم ومحيطهم البيئي . ففي نظر البعض المسألة لا تتعدى تكلفة انتاج الطاقة ومعادلات مالية وميزانية لا غير. نحن نقر بأن هذا الاختيار نظرا لجسامته هو من مشمولات الدولة والحكومة أولا وثانيا وبما أنه اختيار مصيري يجب أن يوافق عليه كافة المواطنون و نحن نطالب باستفتاء الرأي العام وتشريك المجتمع المدني في ذلك. إن التكنولوجيا النووية المعروضة علينا الأمريكية منها أو الفرنسية هي مكلفة وتطلب منا تسيير ورقابة تقنية غالية الثمن وهي كذلك خطيرة على سلامة البلاد ومخلة بالبيئة. كما أن الاستفادة العلمية منها محدودة جدا لأنها ستبقى تحت الرقابة الفرنسية أو الأمريكية وهي كالصندوق المغلق تبقى مفاتيحه عند غيرنا بعبارة واضحة لا يمكن الاستفادة منها بالنسبة لبحوثنا وتقدمنا العلمي. أما بالنسبة للخطورة المستمرة فنحن نذكر بحادثة تشارنوبيل النووية في أفريل 1986 في أوكرانيا حيث أدى انفجار أحد محوّلاتها النووية للمحطة إلى كارثة انسانية تضرر منها 800 ألف ساكن وذهب ضحيتها آلاف القتلى والمشوهين. وحتى فرنسا أيضا لم تسلم من الحوادث النووية كما جرى ذلك في محطة لاهاق La Hague المعدة لمعالجة البلوتينيوم هل الطاقة النووية هي طاقة متجددة وبديلة ؟ هناك العديد من مصادر الطاقة المتجددة والبديلة ونحن عندما نقول الطاقة المتجددة نعني كل أشكال الطاقة التي يتولد عنها نسبة تساوي أو تفوق أحيانا معدل استهلاكها . ونحن نذكر بالخصوص الطاقة الشمسية، الطاقة الهوائية أو الرياح، الطاقة المائية، الطاقة البيولوجية، والطاقة الحرارية الجوفية. مع العلم أن مصادر هذه الطاقة مؤمنة، غير مكلفة وهي متوفرة وفي متناولنا. لماذا ترفضون الطاقة النووية ؟ لعدة أسباب ، الطاقة النووية ليست الحل الأمثل وهي ليست كما يقال طاقة نظيفة. على سبيل المثال لكي نعوّض 10 % من الطاقة البترولية المستعملة حاليا في العالم يجب احداث 1000 مولّد نووي (لدينا الآن في العالم 440 مولّدًا) . إن إقامة هذه المولدات تطلب منا 10 سنوات من الزمن لإحداثها وكذلك آلاف المليارات من الدولارات التي يمكن أن نستغل عشرها فقط في انتاج الطاقة البديلة الأخرى. يستهلك العالم الآن نسبة 2,1 % من الطاقة التي تنتجها المولدات النووية. مع الملاحظة أن هذه المحطات تنتج سنويا 7000 طن من النفايات المشعة والتي يحاول العالم المصنع دفنها في البلدان الفقيرة. لا ننسى كذلك أن ما هو نووي مدني مرتبط بالنووي العسكري. لا وجود لبحوث نووية دون بحوث عسكرية أي سباق نحو التسلح النووي وما يخفيه لنا من مخاطر جهنمية. متى بدأ التفكير في الطاقة البديلة ؟ بدأت أوروبا وأمريكا تفكر في الطاقة البديلة بعد أزمة حرب اكتوبر 1973 والحضر على الطاقة البترولية الذي اعلن من طرف البلدان المنتجة إن ما يسمى بأزمة العالم للطاقة بدأت في السبعينيات من القرن الماضي واشتدت في التسعينيات ونتج عن ذلك الحرب الأولى على العراق، وبلغت ذروتها في القرن الحالي وإلى الحرب المدمرة الثانية على العراق وصولا إلى ارتفاع سعر طن النفط أكثر من 90 دولارا وسعر لتر البنزين عندنا 1.200د!! لكن علينا أن نذكر بأن العالم المصنع قد أهدر الطاقة البترولية واستعملها كوقود لإنتاج الطاقة في حين أن الوحدة الهيدروكربونية La molécule hydrocarbure تكونت خلال ملايين السنين وكان لا بد من استعمالها في تطبيقات علمية سلمية كإنتاج الأدوية ومئات الاختراعات والمنتوجات الصناعية لفائدة الإنسان من أجل تقدمه . كيف تقيّمون الحملة الأخيرة من أجل استهلاك الطاقة ؟ إننا نتابع هذه الحملات وكل الإجراءات المتخذة ولنا بعض الملاحظات وهي : 1 أن هذه الحملة ظرفية أي أنها ليست ناتجة عن استراتيجيا متواصلة وهادفة. 2 أنها تركز أساسا على مبدأ الاقتصاد في الطاقة دون الرجوع إلى أبعاده البيئية والتي تعتبر هامة جدا. 3 أن توعية المواطن مطلوبة لكن الدولة مطالبة هي أيضا بإعطاء المثل في التحكم في الطاقة. عليها أن تبدأ بالحد من استهلاك الطاقة بنسبة 50% من السيارات الادارية كما أن على الادارة أن تكون المثل الأول في الاقتصاد الطاقي والحد من استعمال آلاف المكيفات الهوائية في المكاتب. إذا القضية في غياب الإستراتيجيا ؟ نعم إن غياب الاستراتيجيا المحكمة وفوضى الاستهلاك الذي عرفته البلاد وتبذير ثروتها البترولية هي من الأسباب الأساسية لأزمة الطاقة في بلادنا . وبعد إحداث الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة 1985 ما هي النتائج ؟ إننا نقدر العمل الذي تقوم به هذه الوكالة وخاصة دراساتها وتنوير بعض التجمعات السكانية الريفية بالطاقة الشمسية واحداث ما يعادل حوالي 90 ألف م م من لاقطات الطاقة الشمسية ما عدا هذا لم تستطع هذه الوكالة وضع استراتيجا كاملة من أجل الطاقة البديلة المتجددة . إن نسبة الطاقة المتجددة الأن في بلادنا لا تعادل 1% من جملة الاستهلاك الطاقي . ما هي الطاقة البديلة غير المكلفة ؟ أهي الطاقة الشمسية أو الهوائية ؟ بماذا نعوض وقود السيارات ؟ هناك أيضا اختيارات استراتيجية يجب مراجعتها . إن اختيار التنقل عبر الطرق السيّارة واستعمال السيارات داخل المدن والشاحنات في نقل البضائع هو المتسبب الأول في التلوث ويشكل جزءا كبيرا من أزمة الطاقة في بلادنا . علما بأن 30 % من اجمالي انبعاثات الغازية الملوثة مصدرها قطاع النقل . لماذا لا يقع التركيز على النقل الحديدي غير المكلف . وماذا تكلفنا الطرق السيارة والكبريات والتجهيزات الأخرى؟ أما بالنسبة للتنقل في المدن لماذا لا نشجع استعمال الدراجات الهوائية والتفكير الجاد في احداث مسالك للدراجات داخل المدن. لقد اصبحت الدراجة رمزا من رموز الثقافة البيئية في المجتمعات المتقدمة ولقد اقتنع المواطن في أوروبا وأقبل عليها. هناك عديد الاجراءات السريعة التي يمكن اتخاذها أيضا وهي: 1) تشجيع النقل العمومي واعادة هيكلة المترو الخفيف ليشمل كل أحياء العاصمة والولايات المجاورة. 2) منع السيارات الخفيفة من الدخول إلى العاصمة ما عدى الاسعاف و الأجرة واحداث مآوي واسعة مجانا في المداخل الكبرى للعاصمة. 3) تجهيز المساكن بفوانيس ايكولوجية وبيعها بثمن رمزي وعلى الشركة التونسية للكهرباء والغاز أن تشارك في هذه الحملة وتشجّع المواطنين على استعمال الفوانيس الايكولوجية في كامل تراب الجمهورية.