... تعود الكرة التونسية من خلال النادي الصفاقسي الى محافل القارة الافريقية الكبرى، المشهد على اهميته التاريخية والانجازاتية يدعونا لمزيد العمل للمحافظة على مثل هذه التفوقات الاقليمية والقارية، كيف لا، ونحن على مقربة من رفع أمجد كأس في تاريخ القارة الافريقية، النادي الصفاقسي تفصله 90 دقيقة فقط، عن كأس كنا ابتعدنا عنها مدة طويلة، اقول ابتعدنا عنها لسبب بسيط وهو اننا لم نعمل كما يجب في سنوات خلت لكسبها بما ان اكثر من فريق تونسي ولن اذيع سرا اذا قلت الترجي الرياضي والنجم الساحلي لم يحسنا انتهاج طريق الفوز بها، لذلك فان النادي الصفاقسي مطالب اليوم برفعها حتى يعيد لكرتنا اشراقتها ونظارتها، كأس الرابطة الافريقية، نحن في حاجة اليها كما لم نكن في حاجة اليها سابقا. (2) بلوغ محطة الدور النهائي لأمجد الكؤوس الافريقية انجاز ما في ذلك شك، لكن الانجاز الحقيقي ان نرفع جميعا هذه الكأس التي اشتقنا اليها كثيرا، اي نعم تونس في حاجة الى هذه الكأس وهي التي احتفلت بذكرى التحول منذ ايام قليلة، نعم نحن في حاجة اليها حتى نستعيد جزءا مهما من الوقار الكروي الافريقي الذي افتقدناه خلال السنوات الاخيرة. (3) انا على يقين ان النادي الصفاقسي أحق بهذه الكأس لكي يتوج مرحلة من مسيرته الرياضية الحافلة بالانجازات والنجاحات، النادي الصفاقسي في حاجة الى هذه الكأس من اجل جيل من اللاعبين الذين اصبح لهم حق الاحتراف لضمان حياتهم الاجتماعية بعد اعتزالهم، الفوز بكأس القارة الافريقية سيفتح لنا الابواب على مصراعيها لذلك فاني ادعو الله ان يوفق النادي الصفاقسي في مهامه حتى يفرحنا. (4) قد يذهب في اعتقاد بعض المتفائلين اكثر من اللزوم ان النادي الصفاقسي كسب الكأس وانتهى الامر بمجرد تحقيق التعادل في القاهرة، لكن الحقيقة الثابتة ان لا شيء «حسم» بما ان الاهلي المصري قادر على العودة في النتيجة وهو قادر على مباغتتنا كما فعل ذات مرة مع الترجي في ملعب المنزه رغم ان الاطار لم يكن دورا نهائيا النادي الصفاقسي مساء هذا السبت في حاجة الى كل التونسيين، في حاجة الى دعائهم وفي حاجة الى مساندتهم... كذلك في حاجة الى حبهم وتآزرهم، في هذه المواعيد الهامة مع التاريخ لابد ان نكون جميعا صفا واحدا من اجل هدف واحد، وهو الفوز بكأس الرابطة الافريقية. (5) نعم نحن في حاجة الى هذه الكأس... والنادي الصفاقسي وفر لنا فرصة الفوز بها، كما وفر لنا فرصة تاريخية لكي تتصالح نوادينا الكبرى خاصة في ما بينها بما انه وفر لنا فرصة التلاقي في ملعب رادس من اجل امل واحد ووحيد وهو ان نحب بعضنا البعض نعم ان نزيد في التقارب هذه هي الفلسفة الحقيقية التي ننطلق منها ونحن نتابع هذا الدور النهائي بقلوب ترتجف وبأيد ترتعش، النادي الصفاقسي صالحنا مع أنفسنا ومع المحيطين بنا وجمعنا في مكان واحد في زمن اصبح فيه من الصعب، الاجتماع في مكان واحد... لذلك اعود لأقول شكرا للنادي الصفاقسي وشكرا لأهله على سعيهم المحمود لإعادة البسمة للكرة التونسية، نعم بأعلى صوتي اقول وأكرر شكرا لأنهم اعادوا لنا مساحة الحلم بعد ان خلنا اننا تجاوزنا الاحلام منذ عقود ولأننا لم نعد قادرين حتى على الحلم ... شكرا كذلك لكل من اعتقد اننا لم نعد قادرين حتى على تجاوز محطة نصف نهائي هذه المسابقة، شكرا لكل من يريد ان يزرع بذرة خير في هذه الارض الطيبة، وشكرا لكل الذين سيرفعون رؤوسنا عاليا وفي اكبر المحافل الدولية، وشكرا حتى للذين اكتفوا بكلمة خير في تونس وأهلها وهو ما نحتاجه في هذا الزمن الرديء. (6) نعم اليوم وغدا نحن كلنا مع وكلنا فداء هذا الوطن... وكلنا يدا واحدة لإسعاد هذا الشعب الكريم، والنادي الصفاقسي قادر طبعا بفضل رجاله على اسعادنا وافراحنا وهذا هو مطلبنا الوحيد.