لقد لعبت بعض الاطراف دورا مهمّا في تحرير شعوبنا العربية غير ان التاريخ لم ينصفها لاعتبارات سياسية: احتكار للزعامة والنضال وبالتالي احتكار للسلطة. فمثلا اساتذة جامع الازهر وطلابه ناضلوا وتظاهروا وقامواكثيرا، الامر الذي جعل الرئيس القائد الفرنسي نابليون خلال القرن الثامن عشر ميلادي يوجه افواه مدافعة صوب الازهر الشريف وقد اغلقت ابوابه وتوقفت الدروس به. اما في تونس، فاساتذة جامع الزيتونة المعمور وطلابه ابلوا البلاء الحسن بمظاهراتهم وتجمعاتهم واحتجاجاتهم الامر الذي جعل مونداس فرانس احد السياسيين الفرنسيين الكبار يصرح اثر زيارته بان جامع الزيتونة لم يكن مجرد احصرة وحلقات لتلاوة القرآن الكريم فقط بل هو عبارة عن قنبلة موقوتة سوف تنفجر يوما ما في وجه فرنسا». وأما في الجزائر فلو تصفحنا قاموس اللغة الفرنسية لوجدناه يذكر ان الجزائريين طالبوا فرنسا باستقلال بلادهم وهكذا تعاظمت الثورة مخلفة المليون والنصف شهيد ضريبة الاستقلال ويبدو ان جل هذه الاطراف هُمّش بعد الاستقلال لانه خالف اصحاب السلطة في الرأي او في طريقة المقاومة والنضال رغم ان الهدف المقدس واحد وقد اتفق عليه الجميع. الا ان حب الانفراد بالزعامة والبروز والانانية واقصاء الرأي المخالف وحب المناصب والكراسي فزعماء بلادنا رحمهم الله ابلوا البلاء الحسن في الذود عن اوطانهم مشكورين لكن ملحمة النضال والمقاومة كانت جماعية ففرنسا مثلا لو لا اجماع شعوبنا على النضال والمقاومة لما فكرت في الانسحاب واعطت ما لقيصر لقيصر ولقائل ان يسأل لو لا الزعيم فلان او فلان هل كانت شعوبنا تستقل؟ فالجواب نعم وليس هذا جحودا او نكرانا بل انصافا ورفعا للالتباس في اذهان بعضنا. فشكرا للذين سلطت عليهم الاضواء وعرفتنا بهم بعض التواريخ وشكرا واعتذارا للذين لم ينصفهم التاريخ فالنقابيين والشيوعيين واليوسفيين وغيرهم اذا انصفناهم ورددنا لهم الاعتبار نكون خلّصنا تاريخنا من بعض الثغرات قد تكون بذرة تفكك بين فئات شعوبنا فنزداد تلاحما وتماسكا وتناغما وانسجاما وبالتالي حبا وأمنا... مصباح المولهي