في عدد (11 فيفري الجاري) نشرت جريدة «الشعب» مربعا صغيرا أثثه السيد عزالدين غربال حول الحصة التلفزية «أحلى الناس» لهالة الركبي. في البداية ، ومن ناحية رأيه الخاص في الحصة عامة... فهذا شيء يهمه شخصيا كما يهم قراء الجريدة. ولكني فقط ألفت نظر السيد غربال إلى أن ابن منظور لم يكن ابدا قفصي الاصل ولا حتى الجذور. فهو ووالده أيضا من مواليد القاهرة (جمهورية مصر العربية)، ويرجع أصل جده للاب الى جهة باجة ومعلوم أن الاستاذ ابو القاسم كرو أطال الله عمره كان خلال النصف الثاني من الاربعينيات قد اسس جمعية ثقافية بمدينة قفصة اسماها (جمعية شباب ابن منظور القفصي) معتمدا في ذلك على وثيقة غير صحيحة تعرف بأن صاحب لسان العرب أصيل قفصة. ومواصلة من اديبنا في التنقيب والبحث (وهو المعروف والمميز بذلك) وبعد حوالي النصف قرن تأكد له رسميا ودون أي شكّ ان ابن منظور لم يكن قفصيا لا هو ولا جذوره وانما هو ووالده من مواليد القاهرةوجده اصيل افريقيا (باجة). على أنه يكفي قفصة فخرا واعتزازا بأن العلامة ابن منظور قد اصبح رمزا من رموزها وعلما من اعلامها بالتبني حيث أطلقت اسمه الخالد بكل شرف على أول جمعية ثقافية شبابية خلال الاربعينيات ثم أسس الاستاذ كرو ايضا مهرجان ابن منظور الثقافي الذي اصبح في فترة ما مهرجانا عربيا ثم كتمت أنفاسه؟!! كما اطلقت اسمه على دار الثقافة بقفصة وأحد شوارع المدينة واخيرا المهرجان الثقافي الشبابي للادباء الناشئين ابن منظور الذي تشرف عليه لجنة مثقفة من شباب قفصة. ومعلوم أيضا أن الاستاذ كرو قد اصدر أخيرا كتابا مهما في هذا الشأن يحوي كل المعطيات الخاصة بأصل العلامة صاحب لسان العرب وجذوره ومحيطه وكذلك الاسباب التي جعلته في البداية ينسب ابن منظور الى مسقط رأسه قفصة. وبالمناسبة نشير الى أن الاديب الكبير كرو اهدى كمية مهمة من الكتب الى جمعية صيانة مدينة قفصة ومنها الكتاب المومأ اليه. المنصف الشريف