وصلتنا في الأيّام القليلة الماضية باكورة أعمال عمار بوبكر وهو مجموعة شعرية وسمها بجداول الذكرى، وكتاب ثنائي لرضا بن صالح وقيس الهمامي بعنوان «المسرح العربي بين التجريب والتغريب: قراءة في مسرح سعد الله ونوس» وكذلك العدد 192 من مجلة الحياة الثقافية الذي خُصص للتراث في عدّة تمظهرات... جداول الذكرى عن مطبعة التسفير الفني بصفاقس سحب عمار بوبكر ألف نسخة من مجموعته الشعرية الأولى والتي وسمها ب: «جداول الذكرى» وترك مهمّة تقديمها لمدير مجلة «قلم» الأستاذ علي السعداوي، وقد نشر عمار بوبكر أغلب نصوصه الشعرية بالصحف التونسية وله مجموعة قصصية بصدد الإنجاز تحت عنوان «الجناح السالم». «جداول الذكرى» احتوت على 20 نصّا شعريا توزّعت على 63 صفحة من القطع المتوسطة. يقول عمار بوبكر ضمن نص «بعد سنين»: «أساعد دمعتي على التمرد / أعود إلى شارع النخيل / لاخيل ولا صهيل». مسرح سعد الله ونوس لأنّ تجربة سعد الله ونوس جديرة بالدراسة والقراءة بحكم نزوعها إلى التجدد والتمرّد لا على السائد في التجربة المسرحية ككل بل على مستوى التجربة الذاتية للكاتب نفسه، ولأنّ الاهتمام بمسرح سعد الله ونوس يتنزل ضمن مشغل أكبر يتعلّق بالتجريب في مستوى الكتابة السردية بجنسيها الروائي والقصصي قناعة منها أن التجريب ليس تقنية بقدر ماهو تعبير عن تصورات فلسفية وجمالية وتاريخية انطلق كل من رضا بن صالح وقيس الهمامي في مشروع بحثهما من لبنة تأسيسية أولى حملت عنوان «المسرح العربي بين التجريب والتغريب: قراءة في مسرح سعد الله ونوس» وهو كتاب أصدراه عن مطبعة المغاربية للطباعة والنشر بتونس ويقع في 136 صفحة واحتوى على مقاربات جادة ومختلفة توزعت خاصة بين المسرح والتجريب والنص وتجلّيات التجريب والمكان والزمان والتجريب وتجليات التغريب ومسرح التسييس وقاما باجراء تطبيقات عملية علي نصوص فارقة في مسرح سعد الله ونوس مثل مغامرة رأس المملوك جابر والفيل يا ملك الزمان. الحياة الثقافية صدر العدد 192 من مجلة الحياة الثقافية الموافق لشهر أفريل 2008 وخُصّ لموضوع التراث باعتباره تأصيلا للذات ونافذة على المستقبل، واحتوى العدد على 27 مقاربة عن أكثر من تجلِّ من تجليات التراث التونسي وتمظهراته مثل حرفة التطريز وصناعة الخط والأبواب في الامثال والأقوال الشعبية والتوزع الحرفي ومرجعياته وصنعة الفطائر والمأثورات الشعبية والمدن العتيقة والحمامات في حواضر الوطن القبلي والخزف ومقاطع الرخام النوميدي والجامع الأعظم بالقيروان وحكاية زغوان وواحة قابس والجامع الكبير بمدينة توزر وهنشير القنطرة بجربة.. وغيرها من علامات التراث التونسي وقد تضمن العدد اضمامة متميّزة من الصور والمخطوطات التراثيّة كالنقود والملابس وطرائق الحرف والصناعة التقليدية...