كما جرت العادة كل سنة احيا الشغالون يوم الثلاثاء الماضي الذكرى الحادية والستين لحوادث 5 اوت 1947 بصفاقس. الذكرى كانت بإشراف الاخ عبد السلام جراد الامين العام وتضمنت ندوات مهمة حاضر خلالها جامعيون ومختصون في عدد من المسائل. وقد اختتم الاخ الامين العام هذه التظاهرات يوم الثلاثاء 5 اوت حيث دشن في دار الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس معرضا وثائقيا انتظم بالمناسبة ثم تصدر مسيرة سلمية نقابية وعمالية انطلقت من امام دار الاتحاد الجهوي في اتجاه النصب التذكاري للشهداء بمدينة صفاقس مرورا بعدة انهج وشوارع ورفعت خلالها عدة شعارات عكست بعض الانشغالات العمالية والنقابية وجددت التمسك بالاتحاد العام التونسي للشغل منظمة نقابية وطنية واحدة وموحدة، مناضلة حرة ومستقلة ومناضلة على الدوام. الاخ الامين العام للاتحاد كان مرفوقا بعدد مهم من اعضاء المكتب التنفيذي الوطني وعدد من اعضاء الهيئة الادارية الوطنية وجمع غفير من الاطارات النقابية بجهة صفاقس يتقدمهم الاخ محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي. ورغم هبوب ريح الشهيلي وارتفاع درجة الحرارة القى الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد كلمة معبرة في الحاضرين بعد ان كان الاخ محمد شعبان رحب بالحاضرين وبالوافدين ذكر بمعاني احياء مثل هذه الذكرى العزيزة على قلب كل تونسي وتونسية حيا خلالها مناضلي ومناضلات الاتحاد في كل الجهات والقطاعات باعتبار ان هذه الحوادث تعني الاتحاد العام التونسي للشغل رغم انها جدت باحدى الجهات ألا وهي صفاقس المناضلة وبعد ان حيا رموز الاتحاد ورواده ومؤسسي المنظمة الشغيلة وما قام به الزعيم المرحوم الحبيب عاشور بطل معركة حوادث 5 اوت 1947 بصفاقس من جليل الاعمال بيّن الاخ عبد السلام جراد ان هذه الحوادث كانت في ظاهرها من اجل مطالب مهنية واجتماعية الا انها كانت بالاساس موجهة الى المحتل الذي جثم على ارض تونس العزيزة واستغل خيراتها واصبح الفاتق الناطق فيها وبين الاخ عبد السلام جراد ان تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل حافل بالعطاء وبالنضال من اجل الدفاع عن مصالح العمال وحفظ كرامتهم وصون شرفهم وكان الاتحاد ايضا يعمل من اجل استقلال تونس ومن اجل عزتها ومناعتها. كما كانت له مساهمات في بناء الدولة التونسية الفتية. وبيّن الاخ الامين العام ان الاتحاد شريك فاعل في الحياة الاجتماعية ولا يقتصر دوره على الشأن المهني للعمال باعتبار ان الاتحاد منظمة وطنية لها انشغالات اخرى تهم المجتمع ومختلف جوانب حياته... ودعا الاخ الامين العام بالمناسبة وسائل الاعلام وخاصة مؤسستي الاذاعة والتلفزة الى مزيد الاهتمام بمثل هذه المحطات النضالية في مسيرة الاتحاد العام التونسي للشغل الذي ولد حرا ومناضلا وولد من وجدان الشعب التونسي بعيدا عن كل وصاية او تدخل في شؤونه. الاخ الامين العام تحدث للحاضرين وامام النصب التذكاري للشهداء، وبعد ان وضع باقة زهور وتلا رفقة الحاضرين فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء الاتحاد والوطن عن موضوع الساعة والذي تنتظره الفئات كافة بشغف كبير ألا وهي المفاوضات الاجتماعية حيث جدد حرص الاتحاد على انجاحها راجيا ان تكون في مستوى انتظارات الشغالين وان تعوض لهم عن التدهور الحاصل في مقدرتهم الشرائية مضيفا ان الاتحاد على دراية بما تشهده بعض الاسعار من ارتفاع كالطاقة والغذاء ولكن بتضافر جهود كل الاطراف يمكن تجاوز العقبات ومجابهة التحديات وكسب الرهانات. الاخ الامين العام حيا بالمناسبة الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس ومناضليه على انجاح احياء هذه الذكرى راجيا مزيد الارتقاء بالعمل النقابي الى مراتب مشرفة اخرى مجددا الاعتزاز بما قام به رواد الاتحاد ورموزه من عمل لفائدة البلاد والطبقة العاملة في تونس. بعد ذلك تحول الاخ الامين العام الى مقبرة الشهداء طريق تونسبصفاقس حيث وضع باقة زهور وتلا فاتحة الكتاب ترحما على شهداء 5 اوت 1947 رفقة الجموع النقابية الحاضرة، كما وضع الاخ الامين العام بالمناسبة باقة ورد على ضريح الشهيد الهادي شاكر وتلا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة... من صفاقس تحول الاخ الامين العام صحبة عدد من النقابيين يتقدمهم الاخ محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس الى قرقنة لأداء زيارة الى عائلة بطل معركة 5 اوت 1947 الزعيم المرحوم الحبيب عاشور كما تحول الى مقبرة المكان حيث وضع اكليلا من الزهور على قبره وتلا رفقة الحاضرين فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة... ان معركة 5 اوت 1947 بصفاقس محطة من محطات النضال النقابي دأب الاتحاد على احيائها لابراز مدى تعلق النقابيين بتاريخ منظمتهم العتيدة وبوفائهم الداعم لزعمائها ورموزها.