منذ اسبوعين دشنت الشركة الوطنية للسكك الحديدية رحلات الرفاهة على متن القطار السريع الذي اقتنته حديثا للربط في مرحلة أولى بين العاصمة ومدينة سوسة. ولئن بدا الاقبال محتشما في بداية التجربة باعتبار السعر المرتفع للتذاكر (11 دينارا تعريفة موحدة) فان الامور بدأت تجد طريقها نحو خيارات المسافرين حيث سجلت نسبة امتلاء العربتين المكونتين للقطار رقما مرتفعا (60) كمعدل في حين بلغت (100) في بعض الرحلات على غرار سفرة التاسعة من محطة سوسة والتي تستغرق ما بين 80 و 90 دقيقة. وقد كانت الفرصة مواتية للحديث عن هذا «المشروع» صبيحة الاثنين الماضي في محطة سوسة مع السادة زهير بن فضل رئيس المحطة والطاهر الشريف قائد القطار والحبيب السويسي مراقب الرحلة. هذا الاخير أفادنا ان مهمته أيسر باعتبار العدد المحدود للمسافرين من ناحية ونوعيتهم من ناحية اخرى... حيث رأينا ان الاقبال يشمل فئة معينة من المجتمع نأمل ان تتوسع لتشمل الجميع متي توفرت العوامل الموضوعية لذلك... ويضيف السيد الحبيب السويسي بعد ان سألناه عن الاسعار قد يكون للادارة عذرها حيث ان ظروف الرحلة عبر القطار السريع مغايرة لتلك التي على القطار العادي من عدة جوانب (السرعة الرفاهة الخدمة على المتن service a bord) حيث يزود المسافر بالماء ومنديل معطر مضافا اليهما ابتسامة من مضيفة أنيقة للارشاد وتقديم المساعدة لمستحقيها من الاجانب وكبار السن وذوي الاحتياجات الخصوصية. وهو تقريبا ما ذهب اليه السيد زهيز بن فضل رئيس محطة سوسة حيث اكد لنا انه وفي كل انحاد العالم تعتمد هذه الآلية في التعامل حيث تصنف الرحلات بحساب التوقيت (الذروة وخارجها) وحجم الخدمة ونوعية القطار، وبالتالي يقول السيد زهير فان امر التذاكر يعتبر معقولا ورغم ذلك فالمشروع برمته مازال في طور التجربة وكل تجربة تفرز نتائج تتوجب دراستها وتبقى مصلحة الحريف بل دعني اقل المواطن فوق كل اعتبار. عندها حان موعد الانطلاق فرافقنا السيد الطاهر الشريف الى قمرة القيادة المجهزة بتقنيات حديثة يصعب على محدثكم فهمها فكيف بالامكان افهامكم!! وعموما فان كل التقنيات التي رأينا موظفة لخدمة الرفاهة والسلامة في آن باعتماد وسائل رقمية واضواء وخيوط وهَلُمّة بل «مرمة» كبيرة لا يعرف كنهها الا سي الطاهر وقلة من أمثاله. ملاحظاتنا: قبل ان «نَخْنُق» الشركة يتوجب الدعوة الى ضرورة المحافظة على هذه التحفة بحمايتها من المفسدين في الارض من هواة تمزيق الكراسي والرسم على البلور والحفر على الحديد والعبث بالتجهيزات الكهربائية والا فالمصير معروف وهو مصير الوردة التي قدمت لحمار فأكلها!! وعن دور الشركة هنا يحسن توفير عون سلامة من أولئك القابعين في المحطة يحتسون «الكابوسان» ثم يخلعون ازياءهم ويروحون!! كما يتعين تجنيب هذه القطارات الممتازة من رحلات جماهير الكرة وبعض المنظمات لما عرفت به هذه الفصائل من انضباط ونظام!! اما عن هذه الخدمة التي تقدمها المواطنة المذكورة آنفا اي المضيفة فهي فذلكة لا غير حيث ان قنينة الماء تباع في المحطة بمئتي مليم وهو مبلغ مهم مقارنة ب 11 دينارا...!!! وعليه فالأحسن توزيع مشروب لذيذ لذة الركبة والمبلغ المدفوع مقابلها (كوب عصير مثلا من يدي تلك المضيفة الجميلة) وما يجدر ذكره ان هذا القطار سيمتد الى قعفور في مرحلة اولى ثم الى صفاقس في مرحلة ثانية.