أنا عربي ورقم بطاقتي خمسون ألفا وأطفال ثمانية فهل تُرضيك منزلتي؟ أنا اسمٌ بلا لقبِ! سجّل أنا عربي ولو الشعر فحميُّ ولون العين بنيُّ وميزاتي: على رأسي عقالٌ فوق كوفيّهْ وكفي صلبة كالصخر.. تخمشُ من يلامسها وعنواني: أنا من قرية عزلاء.. منسيّهْ شوارعها بلا أسماء وكل رجالها.. في الحقل والمحجرْ فهل تغضب؟ سجّل أنا عربي سلبتُ كروم أجدادي وأرضا كنتُ أفلحها أنا وجميعُ أولادي ولم تترك لنا.. ولكل أحفادي سوى هذي الصخورِ.. فه ستأخذُها حكومتكم.. كما قيلا!؟ إذن! سجل.. برأس الصفحة الأولى أنا لا أكره الناس ولا أسطو على أحد ولكني.. إذا ما جعتُ آكلُ لحم مغتصبي حذارِ.. حذارِ.. من وجعي ومن غضبي!! وتاسعُهم.. سيأتي بعد صيفْ! فهل تغضب؟ سجّل أنا عربي وأعمل مع رفاق الكدح في محجرْ وأطفالي ثمانية أسل! لهم رغيفَ الخبزِ، والأثواب والدفترْ من الصخر.. ولا أتوسّلُ الصدقات من بابِكْ ولا أصغرْ أمام بلاط أعتابك فهل تغضبْ؟ سجّل أنا عربي أنا اسمٌ بلا لقب صبُور في بلاد كُلّ ما فيها يعيض بفورة الغضب جذوري قبل ميلاد الزمان رست وقبل تفتُّح الحقب وقبل السرو والزيتونْ .. وقبل ترعرع العشب أبي.. من أسرة المحراث لا من سادة نُجُب وجدّي كان فلاحا بلا حسب.. ولا نسب! يُعلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتبِ وبيتي، كوخُ ناطورٍ