احتضن احد فنادق ضاحية قمرت بتونس العاصمة يومي الاثنين والثلاثاء 3 و4 نوفمبر الجاري أشغال الندوة الدولية العشرين التي نظمها التجمع الدستوري الديمقراطي بمناسبة احتفالاته بالذكرى 21 لتحول السابع من نوفمبر . هذه الندوة كان محورها «المشاركة السياسية في عالم متغير» وقد توزعت أشغالها على ثلاث جلسات حيث كانت الجلسة الأولى برئاسة السيد أحمد عياض الودرني عضو الديوان السياسي والوزير مدير الديوان الرئاسي واهتمت بموضوع تطور مفهوم المشاركة السياسية من خلال محاضرات السادة محمد بن علي قال رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية سابقا ونزيهة زروق عضو اللجنة المركزية للتجمع والنائب الثاني لرئيس مجلس المستشارين وعصمان تانورديانغ السكريتير الأول للحزب الاشتراكي السنغالي . فيما كانت الجلسة الثانية برئاسة السيد عبد الله القلال عضو الديوان السياسي للتجمع ورئيس مجلس المستشارين واهتمت بموضوع «أي مستقبل للمشاركة السياسية المؤسساتية في عالم متغير» من خلال مداخلتي السيد خوزي ماريا ازنار رئيس الحكومة الاسبانية سابقا والصادق شعبان عضو اللجنة المركزية للتجمع ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي. وكانت الجلسة الثالثة برئاسة السيد فؤاد المبزع عضو الديوان السياسي للتجمع ورئيس مجلس النواب واهتمت بموضوع الأنماط الجديدة للمشاركة السياسية في عالم اليوم من خلال مداخلات السادة الطاهر المصري الوزير الأول بالمملكة الأردنية الهاشمية سابقا وزهير المظفر عضو اللجنة المركزية للتجمع ووزير الوظيفة العمومية والتنمية الادارية وماسيمو داليما رئيس الحكومة الايطالية ووزير الشؤون الخارجية سابقا وخصصت الجلسة الختامية لتلاوة التقرير الختامي المتضمن لأهم التوضيحات والمقترحات الصادرة عن هذه الندوة الدولية التي استقطبت عددا كبيرا من الشخصيات السياسية والفكرية من مختلف دول العالم والبالغ عددهم أكثر من 120 شخصية من 60 حزبا ومنظمة تنتمي الى 47 دولة هذا الى جانب اطارات التجمع ومناضليه وممثلي وسائل الاعلام الوطنية والأجنبية. في الافتتاح وقد شهدت الندوة الدولية للتجمع في جلستها الافتتاحية تقديم خطاب الرئيس زين العابدين بن علي الذي ألقاه نيابة عنه السيد محمد الغنوشي نائب رئيس التجمع والوزير الأول وأكد فيه أن المشاركة السياسية في عالم اليوم من المواضيع الاساسية في حياة المجتمعات لارتباطها الوثيق بالديمقراطية وحقوق الانسان وبالتنمية بمفهومها الشامل وهي مسار لا يتوقف ومجال تتجدد صيغة وأشكاله ورهاناته بما تشهده الحضارة البشرية من تطور وما تسجله المجتمعات من تقدم وارتقاء، وشدد رئيس الدولة في خطابه على سعي تونس الى توسيع دائرة المشاركة السياسية وتمكين المواطن من المساهمة في تصريف شؤؤن البلد والمراهنة على المجتمع المدني وتفعيل دور هياكله في اطار التكامل مع دور الأحزاب السياسية التي أصبحت مطالبة بتجديد طرق عملها وتنويع برامجها وتطوير خطابها أو توسيع مجال اشعاعها وتأثيرها حتى تستقطب أكبر قدر ممكن من مكونات المجتمع وشرائحه وفئاته فتجنبهم السقوط في الهامشية والانكماش أو الوقوع في مزالق التطرف والارهاب . وقد صادق المشاركون في الندوة على اعتماد خطاب الرئيس زين العابدين بن علي الذي توجه به الى الندوة وثيقة رسمية لأعمالهم . كما شهدت الجلسة الصباحية في اليوم الأول تقديم كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي توجه بها الى الندوة وعبر فيها عن شكره وامتنانه لتونس قيادة وشعبا وللرئيس بن علي مواقفه التاريخية والوطنية المتميزة في مساندة نضال الشعب الفلسطيني. تظاهرات متنوعة وكان السيد محمد الغرياني الأمين العام للتجمع قد اشرف صبيحة الجمعة الماضي بدار التجمع بالعاصمة على لقاء اعلامي سلط خلاله الأضواء على البرامج والتظاهرات التي أعدها التجمع جهويا ووطنيا وخارج أرض الوطن بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين للتحول والتي من أبرزها الندوة الدولية بعنوان «المشاركة السياسية في عالم متغير»والقافلة الثقافية والعلمية والرياضية لشباب المناطق الحدودية من 1 الى 8 نوفمبر الجادي تحت شعار «الوفاء لرجل الوفاء» وتدشين المعرض الوطني بقاعة الاخبار بالعاصمة وتنظيم العديد من التظاهرات والأنشطة الفكرية والرياضية والترفيهية والقوافل الاجتماعية والتضامنية التي ستشرف عليها هياكل التجمع داخل أرض الوطن وخارجه.