في يوم مشهود ، ووسط حشد عمالي ونقابي كبير جاء من جهة سوسة ومن مختلف ولايات الجمهورية، كان الموعد يوم 21 نوفمبر الجاري بمدينة النفيضة المناضلة مع احياء الذكرى الثامنة والخمسين لأحداث هذه المدينة التي خط فلاحوها وعمالها ملحمة الهنشير الخالدة وقدموا حينها دروسا نوعية في البطولة والتضحية والفداء واستحقوا بذلك أنبل الألقاب وهي « الشهداء اكرم بني البشر «. ولان اتحادنا العظيم كان على الدوام ولا يزال يمثل الذاكرة الأمينة التي أحذت على عاتقها مهمة تخليد نضالات وبطولات رموز منظمتنا العتيدة حتى تستفيد منها الأجيال الصاعدة ، فقد سعد كل الشغالين والنقابيين بمدينة النفيضة بالحضور المكثف للاخوة أعضاء المكتب التنفيذي الوطني حيث سجلنا تواجد اغلب الأمناء العامين المساعدين يتقدمهم الأخ علي بن رمضان الذي تولى نيابة الأخ المناضل عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل المتواجد حينها في مهمة دولية خارج حدود الوطن في الإشراف على احياء الذكرى. والبداية كانت بتجمع حاشد انطلق في مسيرة الوفاء للشهداء تخللتها وقفة في مقبرة المكان حيث تولى الأخ علي بن رمضان وضع باقة زهور على أضرحة شهداء هذه الحوادث قبل تلاوته الفاتحة صحبة الحشد الكبير على أرواحهم الطاهرة الزكية. وفي طريق العودة إلى دار الاتحاد المحلي بالنفيضة التي احتضنت فعاليات احياء الذكرى لم يتوقف النقابيون والشغالون عن رفع عشرات الشعارات التي تبرز اعتزاز الاتحاد برموز المنظمة وشهداء الوطن والتي تعكس بوضوح أيضا تمسك النقابيين والشغالين بجهة سوسة بمنظمتهم العظيمة واحدة موحدة ومناضلة حرة ومستقلة على الدوام. هذا وقد افتتح التجمع العمالي والنقابي بدار الاتحاد المحلي الأخ توفيق غرس الله عضو الاتحاد المحلي الذي رحب بالاخوة أعضاء المكتب التنفيذي الوطني وكذلك الاخوة أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي وكل من حضر من عمال ونقابيي الجهة وذكر بالمعاني النبيلة لحوادث النفيضة وأكد توحد الشغالين بالفكر والساعد في هذه المدينة المناضلة حول اتحادهم العتيد . الأخ محمد الجدي : ميزة اتحادنا انه لم يولد بتأشيرة إدارية وإنما تأسس بدماء شهداءه في كلمته المعبرة في الحاضرين انطلق الأخ محمد الجدي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة بتوجيه تحية نقابية خالصة إلى ضيوف مدينة النفيضة وجهة سوسة يتقدمهم أعضاء المكتب التنفيذي الوطني. واعتبر ان حوادث النفيضة هي من المناسبات المجيدة في تاريخ اتحادنا العظيم التي ستظل تعبق برائحة الشهادة والبطولة والإباء والحرية . لذلك نحن نعتبر هذه الذكرى عزيزة على قلوبنا جميعا وإذ نحييها اليوم بحضور هذا الحشد الكبير من الشغالين والنقابيين فذلك من اجل استخلاص العبرة من احياء هذه المناسبة الوطنية المليئة بالتضحيات والبطولات التي وصلت حد الاستشهاد من اجل الدفاع عن عزة تونس ومناعتها . وأضاف بالقول انه الملفت للانتباه في هذه الذكرى والذي علينا جميعا ان نستحضره باستمرار هو ان أبطال النفيضة الذين هم العمال والفلاحون قد كانوا سباقين في فهم مخطط المستعمر وكشف أطماعه في نهب ثروات البلاد كما كانوا سباقين أيضا في التصدي له من خلال إصرارهم على تحقيق مطالبهم المشروعة ومنعه من إحكام سيطرته وقبضته على خيرات البلاد.واعتبر ايلاء منظمتنا العتيدة أهمية بالغة لهذه الذكرى تأكيدا متجددا على أهمية الدور الذي اضطلع به شهداء الوطن في سبيل ان تحيى تونس حرة ومستقلة على الدوام. واستشهد في هذا الإطار بشهيد الوطن والاتحاد حشاد العظيم الذي قال عنه الأخ محمد الجدي انه عبد لنا بتضحياته التي لا تحصى ولا تعد طريق الحياة بكرامة وقال ان هذه أمانة علينا جميعا ان نحافظ عليها . وتوقف بعد ذلك عند عديد المحطات في تاريخ الاتحاد والتي جعلت منه بحق منارة رائدة أهدت لوطننا رموز وطنيين وشهداء كثرا وقال لكل هذا نحن نعتبر منظمتنا العتيدة الوحيدة من بين كل المنظمات التي لم تولد بتأشيرة إدارية وإنما تأسست وفرضت نفسها بدماء شهدائها ومناضليها ورموزها الأوائل من حشاد العظيم إلى عاشور فاستحقت بذلك ان تكون منظمة الشغالين والشعب على حد السواء ودلل على ذلك بالقول انه من الخطاء الاعتقاد باقتصار مهمة اتحادنا العظيم فقط على الشغالين وإنما أيضا بكل ماهو على علاقة بالوطن . الأخ محمد الجدي وفي جانب آخر من كلمته أكد على تمسك عمال الجهة ونقابييها بمنظمتهم العتيدة واستعدادهم التام للدفاع عن استقلاليتها حتى تواصل مهمتها بثبات. وأثنى على جهود المركزية النقابية في المفاوضات الاجتماعية التي أفرزت عدة اتفاقات مهمة في عديد القطاعات وانتقد في المقابل التغييب المنظم لاتحادنا العظيم في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة وقال ان هذا لن يفل من عزائمنا على الارتقاء بالمشهد النقابي وطنيا وجهويا حتى يكون في مستوى تطلعات الشغالين بالفكر والساعد الذين طالبهم الأخ محمد الجدي بحسن التعاطي مع الوضع الراهن الذي وصفه بالقاتم وقال ان الأزمة المالية العالمية قد زادته قتامة وحذر من تداعياتها السلبية التي لن تفرز إلا مزيدا من البطالة وضربا لسوق الشغل. ثمّ ألقى الأخ علي بن رمضان الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل الذي اشرف على احياء الذكرى كلمة تجدون نصّها في هذا العدد.