في اطار متابعة التعريف بمفهوم المسؤولية الاجتماعية للمؤسسة كآلية لنشر ثقافة الحوار الاجتماعي والنهوض بالعمل اللائق انتظمت يومي 28 و29 نوفمبر بمدينة سوسة ندوة عن «بناء الشراكة» في مكان العمل وبفضل الحوار الاجتماعي. ومثلت هذه الندوة استمرارا لما دأب عليه القسم لترسيخ مفهوم المسؤولية الاجتماعية للمؤسسة ونشر ثقافة الحوار الاجتماعي من أجل مزيد تطوير تشريعات العمل وإرساء مناخ اجتماعي متطوّر بين أطراف العمل كافة. وكان السيد محمد الناصر مدير جمعية استشارات اجتماعية والشريك في هذا البرنامج الثري، قد جدّد شكره للاتحاد العام التونسي للشغل واطاراته على ما قدموه من أفكار ومقترحات لتفعيل الحوار الاجتماعي داخل المؤسسة وتطويره، مبيّنا دور المنظمة الشغيلة في ارساء مجتمع حوار ببلادنا. من جهته شكر الأخ محمد السحيمي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الدراسات والتوثيق ما قدمه الأخ محمد الناصر من دعم إلى القسم في اطار دعم الحوار على أمهات القضايا الاجتماعية والتي من أبرزها كيفية ارساء عقلية تؤمن بالحوار الاجتماعي الحقيقي بين جميع الأطراف دون اقصاء، مؤكدا أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل مع شراكة اجتماعية حقيقية تؤسس لبحث عن الحلول بصفة جماعية لأنّ مصلحة جميع الأطراف الحفاظ على المؤسسات الوطنية بعيدا عن التشنج والأنانية من أي طرف كان. وكان الأخ محمد بوسنينة عضو الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة قد رحّب بالأخوة الضيوف مشدّدا على أهمية الموضوع المطروح للنقاش في ظلّ العولمة الشرسة التي تحتاج إلى حوار اجتماعي متواصل بين الأطراف كافة بهدف الحفاظ على المؤسسات وحماية الحقوق وتحسين الظروف المادية والمعنوية للعمّال. شهدت الندوة حوارا شائقا ومتنوعا عن الحوار الاجتماعي بمختلف عناصره ونشّط هذه المحاور الأخوة نعمان الغربي وآمنة العوادي وزهير النصري والأمجد الجملي وذلك بحضور الأخ المنجي عمامي المنسق العام للقسم. وقد تمّ استعراض أهمية الحوار الاجتماعي داخل المؤسسة والمتغيّرات والتحديات، كما تمّ تأكيد دور الحرية النقابية وحق المفاوضة الجماعية في ارساء الحوار الاجتماعي. وبرز أثناء النقاش الذي كان تفاعليا بين المنشطين والمشاركين، تنوع في الأفكار وتأكيد على أهمية الحوار الاجتماعي داخل المؤسسة والذي يوضّح للعامل والمؤسسة ماعليهم وما إليهم من أجل علاقات شغلية متينة خصوصا أمام تنامي التحديات الاقتصادية والاجتماعية. وكانت التجربة التي أقيمت بالاتحاد الجهوي للشغل بباجة الأسبوع الماضي والتي حضرها أطراف الحوار الثلاثي مثالا حيّا على امكانية الحوار الجدي والمثمر. وفي هذا الباب أكد الأخ محمد السحيمي استعداد القسم لاقامة مثل هذه اللقاءات بجهات أخرى مستعدّة لهذا النقاش الحرّ والذي يمكّن الأطراف كافة من الحديث عن مختلف ما يهمّ العامل والمؤسسة دون أقنعة. ومثلت الندوة فرصة مهمّة للجميع للاستماع إلى تجارب ناجحة وأخرى فاشلة للحوار الاجتماعي وهي اضافة لندواتنا حيث استمعنا إلى شهادات نقابية معيشة مكّنت من معرفة ماقد يحول دون حوار اجتماعي ناجح. وستشهد الفترة القادمة توجّه قسم الدراسات إلى بعث منشطين يكونون النقابات الأساسية على مفهوم المسؤولية الاجتماعية وسبل تعزيز الحوار الاجتماعي الهادف إلى تمكين العمّال من حقوقهم وتحسين ظروف عملهم وتوفير العمل اللائق، تلك تحديات أكّدها الأخ محمد السحيمي الأمين العام المساعد من أجل اتحاد أكثر قربا إلى النقابات الأساسية ومنخرطيه ومن أجل خطاب يتصّل بالعمّال أينما وجدوا.