بمناسبة احياء ذكرى الزعيم الراحل فرحات حشاد ذات يوم في 5 ديسمبر 52 انتظم بفضاء الاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير لقاء عمالي حاشد اشرف عليه الاخ عبيد البريكي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل. الاخ سعيد يوسف الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير الذي اشاد في بداية كلمته بهذا الاقبال من مناضلي ومناضلات الجهة الذين هبوا بتلك الاعداد في التواصل والتعبير عن صادق الولاء للمنظمة والوفاء لرجالاتها الذين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا وفي مقدمة هؤلاء الزعيم الخالد فرحات حشاد الذي غيبه الموت سنة 52 ليحييه على مدى التاريخ . الاخ سعيد لم يقف عند الموت والاستشهاد كنهاية للرجل بل كبداية لخلوده وحياته في وجدان كل وطني شريف ومناضل صادق ومجاهد نزيه ومقاوم فذ شأنه في ذلك شأن الافذاذ على غرار التليلي والحامي او من ساروا على دربهما على غرار عاشور وقاقي او من يسيرون ويكابدون اليوم من اجل بقاء المنظمة واستقلاليتها والتصدي لمن تسوّل له نفسه محاولة الضرب والتدجين والتقسيم وان كان ذلك قدر الاتحاد الذي لم تفل الضربات الموجعة من عزيمة ابنائه الذين ما من مرة اوجعتهم الضربات الا ونهضوا أقوى واصلب عودا. وخلص الاخ سعيد في نهاية كلمته الى ان اغتيال الزعيم كان لقاحا للمنظمة ضد الموت والوهن. وها هو الشهيد بطل في كل ذكرى بل قل في كل فجر وكل غروب احبك يا شعب فحي على العمل وحي على النضال. الاستحقاق في الذكرى الاخ عبيد البريكي قال في تدخله حذو الاخ سعيد في استلهامات الذكرى مذكرا ببعض الاشراقات من حياة حشاد والاحداث والمواقف التي ما احوج الناس اليوم للنسج على منوالها او التوقف عندها والاستلهام منها وذاك اضعف الايمان... حيث ومن بين المواقف التي عرف بما حشاد انه يعود الى أم الاولاد مخروم الجيب من الافلاس بعد ان يؤثر على نفسه قريته ويوزع ما يملك على من ذاقت بهم السبل من العمال ضحايا الغبن الاجتماعي والصلف الاستعماري وما هذا الا موقف من المواقف التي ترقى الى مستوى الشمائل. كانت صغرى بناته التي لم تبلغ شهرها السابع عند استشهاده شاهدة عليها. الاخ عبيد البريكي دعا الحضور الى استحضار حشاد الروح والرسالة في آن لان ذلك يدفع الى النظر في الواقع المعيش اليوم والذي تشوبه مظاهر ومواقف تستدعي المراجعة كما تستدعي الانتباه والحذر وعلى الجميع يقول البريكي ان يدركوا ان للمنظمة عنوانا يتعين الا تحجبه الازمات والصعوبات الا وهو »التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي« فليدرك الجميع قيمة هذا العنوان الذي لن يتحقق مضمونه الا من خلال الممارسة الديمقراطية والسير على خط واحد وهو استقلالية الاتحاد في قراراته وبالتالي فارتقاء المواقف من الخطاب الى الممارسة امر حتمي وضروري. وفي حديثه عن الاستحقاقات التي لا ينفع معها كثرة الحديث والكلام عرج الاخ البريكي على عدة مسائل من بينها ملف التشغيل وتحقيق العدالة في صلبه جهات وافرادا وهي استحقاقات غير بعيدة المنال لو يحكم الدور التعديلي للدولة في ظل توفر مناخ سياسي عام يخدم المنظمة تماما كما يخدم الحكومة والتي ليس اصلح لها من اتحاد قوي ومتماسك. الاخ عبيد الذي بدا متفائلا في معالجة المسائل الوطنية تجهم عندما ولّى وجهه شطر »الامة« والعالم!! حيث تفاعل كثيرا مع قضية غزة وقال انها العار وكفى... اما عن العالم فقد بدا جد متشائم من اوباما ووريثة الكوندا الاخت هيلاري.