البيت الأبيض يعتبر العدوان الإسرائيلي «دفاعا عن النّفس»... «شمعون بيريز» يستغرب تواصل إرسال المقاومة للصّواريخ على إسرائيل... عناوين كثيرة وكثيرة لا تحصى لكنّني اخترت عن عمد وعن سابقيّة إضمار وترصّد هذين العنوانين. عنوانان نقرأ من خلالهما دلالات كثيرة وتفاسير عدّة.. نقرأ: أنه الكثير من اخواننا العرب والمسلمين يراهنون على تغيّر الأحزاب أو الأسماء في أمريكا... جمهوري... ديمقراطي... بوش... باراك أوباما... فلنقتنع قناعة أكيدة أنّهم جميعهم لهم نفس المبدإ ونفس الرّؤية... أنّ «اسرائيل» وأمنها يظلّ فوق كلّ اعتبار وفوق كلّ عربيّ وفوق كلّ مسلم. أنّه ماحكّ جلدك مثل ظفرك.. أي أنّه لن يتطوّع الآخرون للدّفاع نيابة عنها استردادا لحقّنا ولحقوقنا المسلوبة. أنّ «أمريكا» ومن لفّ لفّها لم تعد تخف معوناتها وعونها لاسرائيل بل أصبح ذلك واضحا جليّا شفّافا. ودون مواربة ودونما تستّر وانضافت إليها «أوروبا». لذا وجب التّكتل والتوحّد لإعادة القوّة والتّوهّج للعرب والمسلمين وستظهر النتيجة جليّة واضحة... ونترك التّشرذم والتّفرّق الذي أراده لنا أعداؤنا وانطلى على بعض اخواننا... إنّ العدوّ يستنكر علينا حقّ الدّفاع عن أنفسنا... حقّ الردّ... حقّ المقاومة... حقّ الرّفض والممانعة والتصدّي ومن ثمّ تهميش مشاريعهم... مشاريع التّركيع والانهزاميّة والذّل والخنوع. لم يفهم بعْدُ العدوّ أنّه اذا كنّا لا نملك نفس ترسانتهم الحربيّة ونفس تكنولوجيتهم الحربية المتطوّرة فنحن نملك «الإرادة».. تلك «العزّة».. «طلاّب شهادة»... نملك «الإباء»... «الشجاعة»... أنّنا في لحظة ننهض من تحت الرّكام... ومن تحت الرّماد... نستجمع قوّتنا ومعاناتنا.. ونضرب ضربتنا التي تقصم ظهر عدوّنا... وتلحق به الخسائر تلو الخسائر... الدّليل الحيّ واضح لكلّ عين.. فمنذ 1948 إلى 2008... وفلسطين العزيزة... ستظلّ عصيّة وهي لازالت... منيعة ومازال عليها أصحابها... ومازال القدس فيها شامخا... ومازالت بها المآذن تصدح ب «اللّه أكبر»... ومازالت أجراس الكنائس تدقّ... أي مازال فيها التّآخي والتّراحم الإسلاميّ الحيّ... لكنّني أنصح فقط... بأن لا يلفّ ما حدث في «غزّة» وما يحدث النّسيان... بل وجب أن يظلّ محفورا في ذاكرتنا وأن نحسّس به أبناءنا وأحفادنا لأنّهم وأقصد أعداءنا يعوّلون دومًا على أنّنا «ننسى»...