الحركات السياسية العربية المقاومة تحولت بالفعل إلى معضلة، وفي خطابها المؤدلج والمسيّس يكمن لبّ المشكلة. ألم نتعاطف مع حماس بما هي حركة سياسية شرعية ومنتخبة، أرادت حركة فتح أن تبعث برؤوس رموزها إلى المقصلة؟! واليوم ماذا نقول عن حماس وهي تعتقل مسؤولين في حزب الله الفلسطيني لأنّهم هاجموا الصهاينة بالصواريخ ورفضوا التقيّد بأوامر مصريّة تهدف إلى طمس ال! حمّى المؤتمرات! انطلقت مؤتمرات الاتحادات الجهوية بمتابعة دقيقة من الاتحاد العام. ولأنّه ثمّة مقولة تقول أن يوم الامتحان يكرم المرء أو يُهان! فإنّ البعض ممّن توقعوا مسبقا أن تمنحهم الصناديق جملة من الأصفار، انطلقوا مسبقا في حملة من المغالطات تستهدف مكاتب تنفيذية تعبت وعملت بكل إخلاص. أليس غريبا أن ينعى البعض في مجلس جهوي عشرات العمّال بدعوى أنّهم أطردوا ودارت عليهم الأيّام، في حين أنّهم ينعمون بالعزّ وبالمكاسب التي حققها لهم الاتحاد، والأهم أنّهم مازالوا على قيد الحياة وأصروا على إبلاغ صوتهم مستنكرين هذه المزايدات والمتاجرة بسمعة العمال ودفنهم وهم أحياء!؟ جنايات أم جنابات؟ الأممالمتحدة أقامت الدنيا ولم تقعدها بعد طرد السودان لثلاثة عشر منظمة انسانية دولية على خلفية تآمرها على الرئيس عمر البشير وتوريطه بشهادات زور قدمت لمحكمة «الجنابات» الدولية. ما يثير الاستغراب هو تحرّك بان كيمون هذه المرّة بسرعة قياسيّة وإدانته لقرار الحكومة السودانية والتلميح باعتباره جريمة جديدة ضدّ الانسانية! وتجاهله لصواريخ الصهاينة التي دكت مقرات الأونروا بمدينة غزة الفلسطينية! أليس من حقي أن أستخلص جازما أنّ الأممالمتحدة ماهي إلاّ ادارة فرعيّة في التخطيط مهمتها تمرير الجرائم الاسرائيلية والأمريكيّة!؟ المزود يهزم الشابّي!! أبو القاسم الشابي مرّت ذكراه في صمت، بعد أن اختارت إذاعاتنا وفضائياتنا الإهتمام بدربيّات الكرة على حساب الشعر! شخصيا آلمني كثيرا هذا التوجه لأنّ فيه اعتداء صارخ على ذاكرة الوطن. فالشابي حسب علمي ليس مجرّد شاعر كتب في ا لوطنية والرثاء والغزل، وإنّما هو موسوعة بلاغية فاضت ادبا وشعرا بحب تونس ولكن فضائياتنا لها رأي آخر وشعارها المزود أو لا أحد!! «عصيدة الأوّلين»! انقلبت المفاهيم... ويكاد تشبثنا بالغرب يقودنا إلى الجحيم!.. لن أتحدّث هنا عن السياسة والدساتير العربية وأمْركة هذا الجيل فذلك أمر لم يعد للجدل يثير! ما أودّ الخوض فيه هو الحركيّة التي عرفها سوق الزوو والتي جعلتنا ننساق إليه مثل البعير، ونتهافت عليه وكان فيه دراء لكل عليل! فبدل أن نعود بمناسبة المولد النبوي الشريف إلى عصيدة الأولين علّها توقظ فينا نخوتنا العربيّة وتشعرنا أننا بالفعل عرب مسلمين، كان للبطون العربية رأي آخر وهو رفضها لكل ماهو غذاء عربيّ أصيل، وتفتح شهيتها على كل ماهو غربي هجين!!