هذه الجملة القصيرة أتت على لسان أحد شيوخ التعليم الأساسي بتوزر في مجلس عزاء الأخ الفقيد محمد هادفي. وعلى قصرها فقد جاءت لتعبّر بجلاء ومن منطلق «وشهد شاهد من أهله» عن ما كان للرجل من حظوة داخل الأسرة التربوية. 2 لأننا نحبّه لا يحتاج إلى تأطير صورته في برواز غال بل سيبقى حيًّا في قلوب كل من لهم علاقة من النقابيين خاصة لصدقه وسعة صدره وطيب معاشرته. 3 سليل عائلة من الصف الشعبي بامتياز، وحال مباشرة وظيفته انخرط في النضال النقابي من دون حسابات. تشبع بأصول العمل النقابي المناضل خلال مواكبته لنضالات عمّال المناجم أواخر السبعينيات بمنجم «أم العرائس» بالحوض المنجمي. تقلد أول مسؤولية نقابية سنة 1981 بالنقابة الأساسية للتعليم الأساسي بتوزر رفقة نقابيين تعاهدوا على خدمة القطاع والاتحاد لا غير. ارتقى تباعا سلم المسؤولية النقابية من كاتب عام للنقابة الجهوية للتعليم الأساسي الى عضوية المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي للشغل بتوزر ثم كاتبا عاما للإتحاد الجهوي في جانفي 1994. ولمكانته ولثقل الاتحاد بالجهة تحمل مسؤولية مساعد رئيس بلدية توزر لدورة واحدة سنة 1995. تمّ تقليده وسام الاستحقاق من الدرجة الإستثنائية في 1 ماي 2004. 4 خلال مساره هذا دخل في مدار عمل نقابي محفوف بالمخاطر والمجازفات مع رفاق لاحقتهم دائما فتنة الشائعات وسبقتهم حيث حلت عيون المخبرين وأجهزة التنصت وكان دائما يخاف عليهم. أطّر التحركات النضالية النقابية بصبر واقتدار وكان يدير علاقات متداخلة ومتشابكة مع بعضها البعض بالقدر الأدنى من الأضرار والشبهات. لم يكن يخاف من أن لا أحد يتطابق مع مزاجه النقابي. كان كبيرا حتى وقت الإنكسارات والهزائم، كان يحاول صنع سعادة من يستجير به، يدفع عن البعض مشاكل محققة، يهب لإعانة كل من يقصد مكتبه أو مسكنه. 5 أيّها الفقيد العزيز لم يُهدني أحد دفترا أو قلما بل آلمني رحيلك حد الكتابة. 6 ... إنّما المرء حديث من بعده...