يعيش البريديون والاتصاليون هذه الايام على وقع المفاوضات الجماعية والزيادات في الاجور، الخاصة بهم والتي تأخرت أكثر من اللازم، والذي يزيد في استغرابهم وحيرتهم انّ الادارتين العامتين للمؤسستين التي يعملون بها استمرّتا على موقفهما المتسم بالصمت في الردّ على مطالب الجامعة والنقابات وتجاهل الوضع الاجتماعي للقطاع، المتسم بنوع من التوتر والترقب. في المقابل تسكت الادارات، أو تكاد تتستّر على ما تحققه من أرباح ضخمة ومكاسب جمّة رغم ان حملات الاشهار والاعلان ومقادير الاسناد والدعم التي تقدمها لأطراف أخرى ترفع عنها الحجب وتؤكد لمن يغمض عينيه ان المؤسستين تتصدّران قائمة الكاسبين والرابحين والغانمين على مختلف الأصعدة، وأيا كان حجم الجحود والتجاهل والتستّر فإنّ الظاهر للعيان أنّ اعوان المؤسستين وعلى الاقل منذ العشرية الاخيرة، هم من الشباب المتعلم الحائز على أعلى الشهادات والمتحفّز للعمل والبذل والعطاء وهم الذين ساهموا بأوفر قسط ممكن ان لم يكن القسط كلّه في تحقيق النتائج الباهرة التي تتباهى بها الادارتان والتي بها تسيلان لعاب أصحاب الرساميل الراغبين في الإتيان على أخضر القطاع العمومي بعد أن «لهفوا» يابسه بأبخس الاثمان. وبالعودة الى جولة المفاوضات الجماعية التي نحن بصددها، نشير او بالاحرى نذكّر بأنّ الادارتين العامتين في البريد والاتصالات لم تقدّما في الجلسات التي تمت حتى الآن اقتراحات جدّية بل ان المبالغ التي عرضتها لم تبلغ مستوى الزيادات التي تم التوصّل إليها في الجولة السابقة وذلك بالرغم من أنّ المؤسستين سجلتا في الاعوام الاربعة الماضية أرباحا ضخمة وهامة جدّا. وبناء عليه فإن العاملين في المؤسستين، والذين اتفقوا على توحيد جهودهم وتحركاتهم قرروا الاضراب بصفة مشتركة يومي 26 و27 ماي معلنين بذلك تمسكهم بمطالبهم المشروعة ومؤكدين مرة أخرى أنّهم اضطروا للاضراب بعد استنفاد كل آليات الحوار، من جهة ثانية، عبّر البريديون والاتصاليون عن استغرابهم لصمت الادارتين وعدم اهتمامهما بالمطالب المرفوعة من النقابات رغم مشروعيتها ويؤكد البريديون والاتصاليون من جديد جاهزيتهم للحوار الجدّي المسؤول الذي يقدّم بهم ويصل بهم الى اقتراحات ملموسة تراعي تضحياتهم في كسب الارباح الكبيرة للمؤسستين، كما يلحّون على مشروعية مطالبهم التي يساندهم فيها كل الهياكل وعلى رأسها المكتب التنفيذي الوطني وفي مقدمته الاخ الامين العام. للعلم كانت الهيئة الادارية لجامعة البريد والاتصلات قد اجتمعت للنظر في آخر التطورات يوم السبت الماضي برئاسة الاخ المولدي الجندوبي الأمين العام المساعد المسؤول عن الدواوين والمنشآت العمومية ومؤسسات الاتحاد، وقيّمت التحركات النضالية التي خاضها القطاع يومي 21 افريل 2009 بشركة اتصالات تونس و23 افريل 2009 بديوان البريد التونسي التي جوبهت بصمت وغلق باب التفاوض من الجانب الاداري. وجاء في اللائحة الصادرة عن الاجتماع، ان اعضاء الهيئة الادارية: 1 يدينون الانتهاكات والممارسات التي انتهجتها إدارة البريد وبعض الاطراف قبل وخلال الاضراب بهدف افشال النضالات معتدية على كل القوانين والمواثيق الضامنة لحرية العمل النقابي. 2 يتمسكون بكل ما جاء في لوائحهم المهنيّة بتاريخ 13 أكتوبر 2007 و17 18 أفريل 2008. 3 يتمسكون بتطبيق قرار الهيئة الادارية في فقرته الرابعة حول افاق ومستقبل المؤسسة. والهيئة الادارية القطاعية للبريد والاتصالات بقدر تمسكها بالتفاوض الجدّي لتحقيق مطالبها فإنها تقرر الاضراب بيومين، 26 و27 ماي 2009 بداية من يوم الاثنين 25 ماي 2009 على الساعة السادسة مساء الى يوم الاربعاء 27 ماي 2009 على الساعة السادسة مساء.