تبدو مهمة الادارة الثقافية في المناطق الشعبية مثل مهمة سيزيف أو هي مهمة دونكيشوتية حيث يعسر تمرير ثقافة مختلفة ذات أفق ابداعي، فأمام سطوة المزود والاذعان الجمعي للفلكلور بكل أشكاله، وفي غياب تقاليد القراءة والانتباه والتأمل وكل السلوكيات التي يأتيها المتلقي لفك شيفرات رسالة الباث مهما كان مسرحيا أو سينمائيا أو شعريا أورسما أو سردا، امام هذا الانحدار الجارف الذي يُسقط في بعض الأحيان، أو أغلبها، الأطر الثقافية ببرامجها في تلافيفه تمكنت دار الثقافة 20 مارس بسيدي حسين التي يديرها الاستاذ خالد العجرودي، من انزال جمهور المنطقة من السطوح المظلمة واخراجهم من الزوايا الحادة ليواكبوا فقرات مهرجان أسبوع محمد بن علي في دورته السادسة التي التأمت من 3 الى 10 ماي الحالي... إذ شهدت فقرات هذا البرنامج حضورا متميزا لكل الشرائح الشعبية بمنطقة سيدي حسين وللتلاميذ والطلبة وحتى من الكهول الذين تابعوا العروض المسرحية «غنّ يا فنان» و «سوق ودلال» و «واحد منا» و «آخر كلام» و «حس القطا» و «الساحرة والطفلتين». كما شهد عرض فيلم «جنون» للفاضل الجعايبي وجليلة بكار إقبالا متميزا وحتى الورشات والحصص التدريبية استأثرت بإهتمام الجمهور مثلها مثل أمسية الشاعر كمال بوعجيلة ومعرض الرسام عثمان الخضرواي...