منذ أشهر وواحة قفصة العريقة تعاني من نقص فادح في المياه ولئن مكنت بعض أجزائها من كميات محدودة من الماء على غرار القصبة وجرّ بولانة وواحة ترتش والدوالي (2)، فإن واحة الدوالي (1) لم تحصل ولو على القليل منه رغم استعداد فلاحيها لدفع ثمن الماء مهما كان هذا الثمن. لقد أصبح وضع الواحة كاريثيا فصابة الزيتون مهددة بالتلف كليا. اما صغار الفلاحين فإنهم أصبحوا عاجزين كليا عن توفير لقمة العيش نظرا للضرر الذي لحق الخضروات والمواد العلفية التي كان من المفروض أن توفر حاجات قطعانهم البسيطة (بقرة أو بقرتين في أحسن الحالات). وفي رأيي الشخصي كفلاح وابن فلاح تربطني بالواحة علاقات حميمة، فإنني أرى أن الوقت يكاد لم يعد قابلا للإنتظار. فإما أن توفر الكميات المائية اللازمة وإما ان يتحلى الجميع بالشجاعة المطلوبة للتصريح بان ذلك لم يعد ممكنا في هذه الحالة لنحجم نهائيا عن الحديث عن منطقة خضراء بقفصةالمدينة ولنسمح لفلاحينا بتحويل بساتينهم لمناطق مقسمة للبناء. فهذا الحل المر قد يساعد على الأقل في تحقيق توسع عمراني يجنب المدينة الاختناق بين جبال الأطلس الصحراوي ووادي بياش وقد يجعل مالكي هذه الباستين يتحصلون على ثروات قد تمكنهم من جبر الضرر بالنسبة لليد العاملة الفلاحية البسيطة كما ستمكن بعضهم إن أرادوا ذلك من شراء حقول شاسعة في مناطق أخرى أو حتى توظيف أحوالهم في قطاعات غير فلاحية. ملاحظة: لا ينم هذا المقال عن أي نزعة تهكمية لان وضع الواحة حاليا لا يسمح بذلك فانا أشعر من أعمق أعماقي بان هذين الحلين لا ثالث لهما ومن يرى غير ذلك فيجادلني الرأي.